غالبًا، فساد أي إدارة أو مشروع أو معرض أو حتَّى لجنة، هو في وجود فرد يمكن أن نطلق عليه لقب (المشكلجي) هذا الشخص يختلف عن ذلك الناقد المُصلح، الذي ينتقد الخطأ بغرض الإصلاح، ويقترح الحلول في الغالب، فالمشكلجي ببساطة هو (الشخص المشاغب) ربَّما لمرض نفسي، أو لمصلحة شخصيّة أو فقط يمارس هذا السلوك كعادة. ويوجد المشكلجي في كلِّ مكان أو حراك سواء أكان عملاً رسميًا وخصوصًا بيئات العمل النمطية مثل معظم إدارات القطاع العام، أو في بعض الأعمال التطوعية أو ما يرافق الممارسات والتجمعات في المجالات الثقافية، بل والبعض من هؤلاء يمارس (هوايته) من وراء (حجاب) عنكبوتي مثل كُتّاب المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. هذا الشخص من صنف (نسمع جعجعة ولا نرى طحينًا) وهو قائد بلا كرسي، وقيادته تكون لبضع أنفار من عديمي الشخصيّة أو ممن لديهم (حاجة في نفس يعقوب) أو والعياذ بالله من المرضى (فكريًا)، ممن يجرهم خلف مشاكساته ليرتفع صوت الجعجعة في المحفل حسب الحاجة. وفي الغالب، في أي مشروع أو إدارة، لا يشكل المشكلجي مع اتباعه أو مناصريه سوى 5 في المئة من مجموع المشاركين أو العاملين في الإدارة أو المشروع، ولكن لأنّ صوتهم عالٍ، ولأن البقية الراضية صامتة، يبدو لغير المطلع أن هذا المكان مليء بالمشكلات وأن الجميع غير راضٍ عن الأداء أو الفعل أو الإدارة أو توجه المشروع...الخ حسب الموقع الذي يعمل فيه هذا المشكلجي وتابعوه. وإذا ألقيت نظرة على سيرته ومسيرته، قد تجد قائمة تبدو متوهجة، وما أن تقترب منها وتتفحصها حتَّى تجدها زجاجًا وقد حسبتها حجرًا كريمًا، وكل ما يسرده لا يخرج عن إنجازات تخدم اسمه وشخصه لا نتاجًا وطحينًا لصالح المصلحة العامَّة. وفي معارضنا وأنشطتنا الثقافية وهيئاتنا ولجاننا الفنية يوجد هذا النوع، الذي لا يعمل مع الجماعة للنهوض بأي مشروع ثقافي أو فني، بقدر تتبع الزلات والأخطاء وبناء الهجمات المتتالية عليها كي يوجهها لأيِّ عمل منعًا لنجاح مشروع لا يكون هو الاسم الظاهر فيه! في نهاية الأمر، لا يمكن أن نتخلص من هذه النوعية، لكن بمقدورنا أن نحد من تأثيرها السلبي، حين نرفع صوت الرضا، وصوت العقل، وصوت المصلحة العامَّة...حينها يضيع صوت «المشكلجي» وجعجعته! * فكرة المقال مستوحاة مما سمعته من سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، وأيقنت حينها أن المشكلجي واحد بقبعات متعددة! [email protected] twitter @Maha_alSenan **** Maha Alsenan Ph,D