فاصلة: {وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} (21) سورة يوسف حينما تستمع إلى مقابلة الفتاة السعودية في الكنيسة وحديثها عن اعتناقها المسيحية لا تملك إلا أن تأسف على تضييعها لنفسها وحياتها لكنها في مرحلة نضج كاف لتتحمل مسئولية قرارها. المسألة التي بنظري ذات أهمية هي استغلال وسائل الإعلام الغربية للحدث، وربط ذلك بالإسلام والمسلمين بصورة سلبية. وهذا الذي يجعل البعض من كتّابنا يتباكى حول وضع الصحف الغربية، هذا الخبر في صفحتها الأولى بالإضافة إلى تحليله بشكل غير منصف مهنيا، أو يجعل بعض دعاتنا يطالبون بعدم تصعيد القضية واعتبارها حادثة عابرة لكي لا ينساق خلفها أصحاب النفوس الضعيفة، أو يروج لها أعداء الدين. برأيي، أن أصحاب النفوس الضعيفة يحتاجون إلى حديث العقل عن سماحة الإسلام وعظمته ليثبت إيمانهم وحتى أعداء الدين تتم محاربة عدائهم بنشر المعلومات الصحيحة عن أكمل الأديان. لذلك، فإن في اعتناق الفتاة المسيحية بعد الإسلام فرصة لتنشيط جهود المؤسسات الدينية والاجتماعية والاعلامية باتجاه نشر الإسلام الصحيح وتعاليمه. الإسلام ليس ضعيفا، بل قويا وما زال ينتشر، وفي الموسوعة العالمية الجديدة للأديان لمؤلفها (دافيد باريت) و(تود جونسن) ذكرا أن الإسلام يحقق توسعاً مرموقاً، وأن النصرانية تفرقت إلى فرق مذهبية بلغت 38830 فرقة. وقد أعلن الفاتيكان مؤخراً أن عدد المسلمين تجاوز عدد النصارى الكاثوليك. لنعتبر تنصير فتاة سعودية أزمة ومن واجب وسائل الإعلام إدارة هذه الأزمة بشكل صحيح، وفي الاتجاه الذي يستثمرها لصالح تصحيح الصورة النمطية الموجودة في الغرب عن الاسلام بفعل وسائل الإعلام. تنصير الفتاة السعودية لا يجب أن يمر كحدث اعتيادي بحيث تتناثر بعض المقالات الساخطة على الفتاة انما يفترض أن توضع استراتيجية إعلامية لنشر مفهوم الحرية في الإسلام خاصة أن الغرب لا يفهم أبعاد الردة في دين الإسلام وكيفية تعامل المسلمين معها. تويتر بدأ يمتلئ بعبارات الإلحاد، وها هي أول فتاة من السعودية تعلن مسيحيتها، فماذا بعد ينتظر إعلامنا ليعترف بتقصيره عن إدارة الأزمات؟ [email protected]