لقد سافرت السنة الماضية إلى جمهورية أوزباكستان وفي هذه السنة، قرّرت أنا ومجموعة من الأصحاب الذين اعتز بمصاحبتهم السفر لجمهورية طاجكستان، وبعد وصولنا للعاصمة دوشنبيه وبعد الاستقرار في السكن الذي تم حجزه لنا عن طريق أحد المكاتب السياحية تم الاتصال على سفارة خادم الحرمين الشريفين للتسجيل لديهم وإشعارهم بذلك حسب التعليمات التي يجب أن يتقيّد بها أي مواطن يغادر وطنه إلى أي مكان يصله وذلك حرصاً من حكومتنا الرشيدة، في مساعدته في حالة احتياجه لها، وبعد الاتصال وتزويدهم بالعنوان، وما هي إلا فترة وجيزة وإذا بأحد موظفي السفارة يطرق الباب ويطلب منَّا مرافقته لمقابلة سعادة السفير الدكتور بندر محمد جميل، وعند وصولنا استقبلنا استقبالاً حاراً وأصرّ على دعوتنا لمنزله لتناول وجبة العشاء وفي الطريق وعند اقترابنا من السفارة شاهدنا راية التوحيد خفَّاقة على المبنى ويا له من شعور عند ما تشاهد علم وطنك خفّاقاً لا يحس بذلك الشعور إلا من شاهد ذلك المنظر، وعند وصولنا المنزل وجدنا سعادة السفير الدكتور بانتظارنا وبعد السلام عليه قام بالسؤال عنّا وهل وجدنا صعوبات في السكن وغيره وأعطانا معلومات وشرحاً وافياً عن البلد وأهدانا كتيبات تم تأليفها بالسفارة عن الأنظمة والتعليمات التي يجب التقيّد بها والأماكن السياحية، وطلب منّا أن نكون بضيافتهم هو ومندوبي السفارة طوال وجودنا في دوشنبيه واعتذرنا لرغبتنا في السفر خارج العاصمة وقد حضر العشاء جميع طاقم السفارة.. وبعد توديعه في منزله قام بتكليف أحد أعضاء السفارة (رئيس القسم القنصلي الأستاذ عطا الله العنزي) بمتابعتنا والاطمئنان علينا بصفة يومية وقام بأخذ معلومات كاملة عن السائق والخادمة وصاحب المنزل... إلخ. وبعد يومين دعانا القنصل إلى وجبة عشاء على أحد الأنهار وبحضور أعضاء السفارة وفي مقدمتهم سعادة السفير، وقد حاول جميع أعضاء السفارة دعوتنا دعوة خاصة في منزله ولكن استعنا بوساطة السفير والقنصل لإعفائنا من هذه الارتباطات الرسمية، والبعض التف علينا بطريقة غير رسمية للدخول إلى منزله.. وفي هذا المقال نعتذر لجميع من لم نستطع تلبية دعوته، ونتمنى من جميع سفارات سيّدي خادم الحرمين الشريفين في شتى أنحاء العالم أن يكونوا مثلهم في خدمة المواطنين، ولا أدّعي أن السفارات لا تقوم بواجبها ولكن هذا ما شاهدته في دوشنبيه.