دارت اشتباكات عنيفة أمس الأربعاء لليوم السادس على التوالي في أحياء مدينة حلب في شمال سوريا بين مقاتلين معارضين والقوات السورية، بينما ما زال حي الحجر الأسود في دمشق يتعرض للقصف من قوات النظام التي «تحاول السيطرة عليه»، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقتل 50 شخصا في أعمال عنف بينهم 11 أعدموا ميدانياً في مناطق مختلفة من سوريا أمس الأربعاء. وقال المرصد إن حيي بستان القصر وصلاح الدين في مدينة حلب يشهدان «اشتباكات عنيفة» وأن القوات النظامية «تستخدم الطائرات الحوامة» في قصف أحياء الصاخور وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين. وفي دمشق، يتعرض حي الحجر الأسود في جنوب العاصمة للقصف من طائرات حوامة ورشاشات ثقيلة من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي. ولم تدخل قوات النظام بعد حي الحجر الأسود في دمشق، بينما استعادت خلال الأيام الماضية السيطرة على معظم أحياء العاصمة، باستثناء جيوب وأجزاء من أحياء لا يزال يقاوم فيها المقاتلون المعارضون. وقال نشطاء قدموا تسجيل فيديو لرجال مصابين بثقوب في رؤوسهم إنهم عثروا أمس على 11 جثة لرجال أعدمتهم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في حي القابون بدمشق. وشهدت مدينتا دمشق وحلب حركة نزوح جماعي كبيرة لعائلات إلى مدن وقرى مجاورة لها هرباً من القمع الدموي. وعلى الحدود التركية السورية, أغلقت تركيا معابرها الحدودية مع سوريا اعتباراً من أمس «لأسباب أمنية»، بينما أكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية أن القرار لن يؤثر على دخول اللاجئين السوريين. وقال دبلوماسي في وزارة الخارجية أمس إن ضابطين سوريين برتبة لواء اجتازا الثلاثاء الحدود ولجآ إلى تركيا، ليرتفع إلى 27 عدد الضباط السوريين المنشقين الذين وصلوا إلى الأراضي التركية. وتؤوي تركيا في مخيمات قريبة من الحدود حوالى 44 ألف لاجئ هربوا من أعمال العنف في سوريا. وفي العراق, أفادت مصادر أمنية أمس أن أعداد اللاجئين النازحين من سورية إلى العراق بلغ 850 شخصاً على خلفية تصاعد أعمال العنف في سورية. وتتواصل الانشقاقات الدبلوماسية أيضاً في صفوف النظام السوري, حيث أكد متحدثان باسم المجلس الوطني السوري المعارض أمس أن السفير السوري عبداللطيف الدباغ لدى الإمارات العربية المتحدة انشق هو وزوجته لمياء الحريري سفيرة سوريا لدى قبرص وتوجها إلى قطر، ويرتفع بهذا عدد الدبلوماسيين الكبار المنشقين إلى ثلاثة لينضموا إلى صفوف المعارضة السورية. من جهة أخرى, أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون عمليات السلام هيرفيه لادسو في دمشق أمس أن نصف المراقبين الدوليين غادروا سوريا، موضحا أن تخفيض عدد أفراد بعثة المراقبة يعني تقليصا في المهام الموكلة إليها بموجب تفويض من مجلس الأمن الدولي. إلى ذلك, ذكرت صحيفة الجمهورية اللبنانية أن حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني عرض المساعدة على الرئيس السوري بشار الأسد بعد التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي مؤخرا وأودى بحياة عدد من أبرز رموز النظام. ونقلت الصحيفة أمس عن مصادر سياسية لبنانية بارزة القول إن نصر الله عرض خلال اتصال بالأسد مساعدة من نوعين، الأولى: مده بعناصر من القوة الخاصة ب»حزب الله» في أي وقت يحتاج إليهم حتى لو تطلب الأمر إرسالهم إلى الجبهات المفتوحة مع الثوار.. والمساعدة الثانية هي إمكان استقباله في المكان الذي يقيم فيه نصرالله شخصيا أو حتى داخل السفارة الإيرانية في بيروت في حال أراد الأسد ذلك. ولفتت المصادر إلى أن «الأسد فضل التروي كونه يعتقد أنه ما زال في إمكانه إدارة الدفة في سورية بمعاونة بعض الخبراء السياسيين والعسكريين الروس». وعلى صعيد آخر, قالت مصادر مطلعة في مدينة اسطنبول التركية أمس إن محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الأسد وأبناءه أجروا اتصالات مع دول أجنبية سعياً للعثور على ملاذ لحمايتهم في حالة سقوط نظام الأسد. وأضافت هذه المصادر أن هذا الفرع من عائلة الأسد أجرى اتصالات حول هذا الشأن بكل من موسكو وباريس. ويذكر أن رامي ابن محمد مخلوف أصبح خلال السنوات الماضية من حكم بشار واحدا من أغنى رجال الأعمال في سوريا.