عرضت الدول العربية على الرئيس السوري بشار الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته من السلطة مقابل تنحيه عن الحكم، وذلك على وقع تفاقم العنف في سوريا واستمرار القتال في دمشق وحلب. ووجه قرار عربي اتخذه المجلس الوزاري للجامعة العربية فجر امس الاثنين في الدوحة نداء الى الرئيس السوري بشار الأسد «للتنحي عن السلطة» فيما «الجامعة العربية ستساعد بالخروج الآمن له ولعائلته». وذكر القرار ان هذا النداء يأتي «حقنا لدماء السوريين وحفاظا على مقومات الدولة السورية ووحدة سوريا وسلامتها الوطنية ونسيجها الاجتماعي ولضمان الانتقال السلمي للسلطة». كما نص القرار على «الدعوة فورا لتشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سوريا والجيش الحر» اضافة الى ما سماها «سلطة الامر الواقع الوطنية»، وذلك «لتيسير الانتقال السلمي للسلطة». وتضمن قرار المجلس الوزاري مطالبة الاممالمتحدة بتعديل تفويض المبعوث الدولي العربي كوفي عنان ليصبح متماشيا مع مضمون القرار، اي للعمل باتجاه تنحي الأسد وانتقال السلطة سلميا. وكلف وزراء الخارجية سفراء المجموعة العربية في نيويورك الدعوة الى اجتماع طارئ للجمعية العامة للامم المتحدة لإصدار توصيات باتخاذ إجراءات منها «إنشاء مناطق آمنة في سوريا لتوفير الحماية للمواطنين السوريين وتمكين موظفي الإغاثة من أداء أعمالهم» و»قطع جميع أشكال العلاقات مع النظام السوري». وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي في مؤتمر صحفي الاثنين رفض النظام الأسدي للعرض العربي، مدعيا أن الشعب السوري هو من يقرر بشأن بقاء بشار الأسد في السلطة. كما رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الدعوة العربية لتنحي الأسد مقابل تأمين مخرج آمن له ولعائلته، وزعمت حكومته أن هذا الامر يشكل «تدخلا في سيادة دولة اخرى». وقال وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد عباوي ان «هذه الدعوة ليست بالشيء المناسب في الوقت الحاضر لانها تعتبر تدخلا في سيادة دولة اخرى». واضاف زاعما «هناك وسائل اخرى لتأمين الانتقال السلمي للسلطة». واكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني للصحافيين قبيل اختتام اجتماع المجلس الوزاري فجر الاثنين ان دولة عربية واحدة لم يسمها تعترض على هذا الطرح العربي للاسد. ميدانيا، سقط يوم الاثنين نحو 110 قتلى بحلول المساء في أحدث مواجهات بين القوات الأسدية والجيش الحر في دمشق وريفها وحلب ودير الزور. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام شنت غارات في منطقة الرازي بالمزة ونهر عيشة وفي كفر سوسةبدمشق، وهي مناطق تشهد مواجهات بين الجيشين الحر والأسدي منذ خمسة أيام.
قال العميد الركن فايز عمرو أحد كبار الضباط السوريين المنشقين في تركيا لرويترز عبر الهاتف: إن السيطرة على المعابر الحدودية ليست لها أهمية استراتيجية لكن لها أثر نفسي لأنه يدمر الروح المعنوية لقوات الأسد. وأضاف: إن السيطرة على المعابر استعراض لتقدم الثوار على الرغم من تفوق القوة القتالية لجيش الأسد. قوات ماهر الأسد تجتاح منطقة بدمشق من ناحية ثانية قال ناشطو المعارضة في حي المزة بدمشق: إن القوات الحكومية استعادت السيطرة على الحي الأحد وأعدمت مالا يقل عن 20 رجلاً أعزل للاشتباه بمساعدتهم المعارضين . وفي البرزة قال شاهد وناشطون: إن أفراد الفرقة الرابعة بالجيش السوري والتي يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد أعدموا العديد من الشبان خلال عملية لاستعادة السيطرة على ذلك الحي الواقع في شمال دمشق. وشنت القوات الحكومية هجوماً لاستعادة السيطرة منذ أن نقل المعارضون معركتهم للإطاحة بالأسد إلى العاصمة وقاموا بقتل أربعة من أوثق مساعدي الأسد في تفجير خلال اجتماع لكبار مسؤولي الأمن يوم الأربعاء الماضي. وفي تصعيد آخر لصراع سرعان ماأصبح حربا أهلية احتدم قتال حول مقر المخابرات في حلب أكبر مدن سوريا وفي دير الزور بشرق البلاد. وقال العميد الركن فايز عمرو أحد كبار الضباط السوريين المنشقين في تركيا لرويترز عبر الهاتف: إن السيطرة على المعابر الحدودية ليست لها أهمية استراتيجية لكن لها أثر نفسي لأنه يدمر الروح المعنوية لقوات الأسد. وأضاف أن السيطرة على المعابر استعراض لتقدم الثوار على الرغم من تفوق القوة القتالية لجيش الأسد. وقال منشق عسكري كبير في تركيا ومصادر للمعارضين داخل سوريا: ان المعارضين سيطروا ايضا على مدرسة للمشاة في بلدة المسلمية الواقعة على بعد 16 كيلومترا شمالي حلب وأسروا العديد من الضباط الموالين للنظام في حين انشق آخرون. وقال العميد مصطفى الشيخ بالتليفون من بلدة عبيدين على الحدود التركية: ان لهذه العملية اهمية استراتيجية ورمزية فهذه المدرسة بها مستودعات ذخيرة وتشكيلات مدرعة وتحمي البوابة الشمالية لحلب. وأظهر قصف دمشق ودير الزور تصميم الاسد على الانتقام بعد مقتل اربعة من كبار مسؤوليه الامنيين في الانفجار الذي وقع يوم الاربعاء. وكان الانفجار اكبر لطمة في الانتفاضة المندلعة منذ 17 شهرا والتي تحولت الى ثورة مسلحة ضد اربعة عقود من حكم عائلة الاسد. وقال سكان ونشطاء بالمعارضة: ان المقاتلين المعارضين طردوا من حي المزة الدبلوماسي في دمشق وان اكثر من الف من القوات الحكومية وعناصر الميليشيات الموالية لها تدفقت على المنطقة تدعمها العربات المصفحة والدبابات والجرافات. وقال ثابت المقيم في حي المزة: إن ثلاثة اشخاص قتلوا وأصيب 50 شخصا أغلبهم من المدنيين في القصف الذي وقع في وقت مبكر من صباح امس وقال /الحي محاصر والمصابون لا يجدون الرعاية الطبية. رأيت رجالا تمت تعريتهم الى الملابس الداخلية. وحملت ثلاث حافلات محتجزين من الفاروق ومن بينهم نساء وأسر بأكملها. وأضرمت النيران في عدة منازل. وقالت مصادر معارضة اخرى ان مقاتلي المعارضة في العاصمة ربما يفتقرون لخطوط الامداد التي تساعدهم على البقاء هناك لفترة طويلة وربما يقومون بعدة /انسحابات تكتيكية/. وقال ناشط بالمعارضة يدعى ابو قيس عبر الهاتف من حي البرزة /دخلت ما لا يقل عن 20 دبابة تابعة للفرقة الرابعة ومئات الافراد حي البرزة بعد ظهر اليوم./ وأضاف قائلا :/رأيت قوات تدخل منزل عيسى العرب البالغ من العمر 26 عاما. تركوه ميتا برصاصتين في الرأس. وأضاف: ان أشخاصا كانوا يحتمون من القتال في احدى البنايات ابلغوه بإعدام عيسى وهبة /17 عاما/ دون محاكمة اثر اخراجه قسرا من المبنى حيث تعرض للضرب والقتل . وقال مازن وهو ناشط معارض آخر في البرزة: انه تم العثور على جثث أربعة شبان يبدو أنهم قتلوا بإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.