خاضت مجموعة من الفتيات، كأول سعوديات على مستوى المملكة، تجربة العمل في ملحمة نسائية مستقلة عن الرجال, وذلك في بادرة جديدة وخارجة عن المألوف وفريدة من نوعها، فتحت المجال أمامهن لتحدي الرجال والعمل على 62 منتجاً محلياً, ما بين لحوم حمراء وبيضاء, استطعن من خلال الملحمة تلبية رغبات ربات البيوت والمطاعم والفنادق. (الجزيرة) التقت رئيس مجلس إدارة مشروع (خير زاد) محمد حسن الذي بين أن المشروع تم تأسيسه من خلال خلق فرص وظيفية جديدة للفتاة بالتدريب على مجالات جديدة في سوق العمل، موضحاً أن المشروع عبارة عن ملحمة، تم تعديلها في السابق بتطويرها وتحويلها إلى مصنع متكامل يعمل على استيعاب عدد أكبر من الطاقة الإنتاجية وتصديرها للخارج، حيث تم استحداث قسم نسائي خاص لتشغيل الفتيات السعوديات. وبيّن أنه بعد اكتمال المشروع تم الإعلان عن وظائف في المصنع, وتقدم أكثر من 300 فتاة من مختلف المستويات، إلا أن فكرة المشروع ارتكزت على استقطاب ذوات الدخل المحدود دون التقيد بشهادة معيّنة، بعد توفر الشروط الصحية الملائمة للعمل، والقدرة على مزاولة المهنة، وأن تكون الفتاة صاحبة عمل في المنزل. وقال إن انخراط الفتيات في الملحمة مكّن من الرفع من مستواهن الشخصي وتحسين وضعهن المادي, مشيراً إلى أن فشل الرجال وعدم تقيدهم بالعمل دفعنا لفتح قسم نسائي, حيث سعينا على تذليل الصعوبات التي تواجه الفتيات, واستقطاب الفتيات بعدما خضعن لدورات تدريبية وتأهيلية في مجال التصنيع والتغليف وسلامة اللحوم وطرق المحافظة عليها, وحققنا نسبة 60% من السعودة. وذكر أن المعمل استطاع العمل على تصدير اللحوم لدول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المجاورة من خلال استقطاب أكثر من 15 فتاة، مشيراً إلى أن الفتيات يباشرن العمل من الساعة 8 صباحاً إلى الساعة 3 عصراً بعدما كان العمل على فترتين صباحية ومسائية مراعاة لظروف الفتيات المتأهلات لتتناسب مع ظروفهن الاجتماعية مع توفير مواصلات وزيادة رواتبهن. وعن الخطط المستقبلية للمعمل فقال نسعى لافتتاح معمل جديد خلال السنة القادمة, وكل قسم له تخصصه بكوادر نسائية, كذلك سيتم توظيف عاملات عن بعد من خلال توفير المواد الخاملة ومتابعة سير العمل من قبل الموظفات خلال عملهن في المنزل. من جانبها علقت المدير التنفيذي لصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم مشروعات السيدات هناء الزهير عن تجربة عمل الفتيات في الملحمة النسائية: «في ظل توجه وزارة العمل لتأنيث الوظائف الصناعية المناسبة للمرأة فهذا بلا شك سيتيح لها فرصة بشكل أكبر بأن تتولى العمل في المصانع وتكون شريك للرجل في أية وظيفة تلائمها، بعدما استطاعت الفتاة إثبات وجودها في العمل حسب الشروط المناسبة بعيداً عن الأعمال الشاقة, وإذا نظرنا للواقع لوجدنا أن العمالة الوافدة هي من تحتل العمل في المصانع, لذا نسعى إلى إحلالها بعمالة سعودية تلائم بيئة عمل المرأة السعودية كالعمل في إنتاج الملابس النسائية والمواد الغذائية ومصانع الأثاث», مضيفة أنه من الطبيعي أن نجد فتيات يعملن في ملحمة نسائية التي تكون بالذات من خصوصيات وطبيعة عمل المرأة في منزلها ولها الأولوية من غيرها من الرجال للعمل في هذا المجال. وكشفت الزهير عن عكف الصندوق على مشروع جديد وهو إحلال عمل المرأة بالمصانع والذي يعد الأول من نوعه وذلك من خلال عرض تجربة ماليزيا في المصانع والعمل عليها, وسيتم الإعلان عنه قريباً من خلال الدراسات والإحصائيات. أما عضو مجلس شابات الأعمال بغرفة الشرقية شيرين عبدالرحمن فأبدت إعجابها بالفكرة, مشيرة بأنها لأول مرة تسمع مثل هذا المشروع الحيوي والمتميز والذي يعد رائدًا وفريدًا للمرأة وفتح آفاق واسعة أن نجد فتيات سعوديات يقمن بالعمل في ملحمة نسائية والتي تتطلب مضاعفة الجهد لسد احتياجات ومتطلبات السوق بصورة يومية، وأضافت العمل في المصانع وفي مكان خاص بعيد عن الرجال ساهم بلا شك في إقبال الفتيات لخوض التجربة وخاصة أن بعض السيدات والفتيات تشترط الاستقلالية في العمل مما يعطيها مرونة وأريحية أكثر من غيرها من الأعمال مما يحفظ لها خصوصيتها. ومن داخل الملحمة فقد عبرت فاطمة الأمين عن صعوبة تجربتها في بداية الأمر من خلال طبيعة التعامل مع بعض الأدوات اليدوية التي تتطلب جهدًا مضاعفاً وهدراً للوقت, وكذلك نظرة المجتمع الدونية لهذه المهنية، إلا أننا ولله الحمد استطعنا من تذليل بعض الصعوبات داخل المعمل بتوفير الآلات الأتوماتيكية والتغليف الحراري، مما حقق سرعة الإنجاز وتوفير الطلبات في وقت قياسي. فيما رأت وديعة العليوي بأن الصعوبات مكّنتها من الإصرار والعزيمة على إثبات أن المرأة قادرة على العطاء وخوض التجربة في أي مشروع تتحقق فيه البيئة المناسبة لطبيعة المرأة، خاصة وكون المشروع يلبي حاجة ماسة من متطلبات السوق وربات البيوت, وتعد الملحمة أنموذجاً جديداً بإنتاج محلي وبأدي وطنية نسائية. (نقلاً عن الجزيرة أون لاين)