في يوم الاثنين الماضي وبينما كان (أوباما) وزوجته يحضران مباراة كرة السلة بين منتخبي أمريكا والبرازيل، تعالت أصوات الجماهير بعدما ظهرت صورة (أوباما وميشيل) فجأة على الشاشة الكبيرة في (مجمع فرايزون الرياضي) ليس لتشجيع ومتابعة الفريقين، بل لفخامة الرئيس والسيدة الأولى قائلين: (قُبلة.. قُبلة.. قُبلة.. قُبلة) أي قَبّلْ زوجتكَ يا ريس أمام هذه الحشود وعلى الشاشة...!. وعلى ما ذكرت (شبكة سي إن إن) الأربعاء اكتفى أوباما بوضع يده حول ميشيل والابتسام أمام الكاميرات، وهو الأمر الذي لم يرض طموح الكثيرين الذين بدأوا في الهتاف (يوووو)...!. اعتقد أن أوباما كان (زوجاً ذكياً وحكيماً) في تصرفه هذا فمشاعره الحقيقة تجاه زوجته لا يجب أن تتشكّل تحت ضغط من أحد، ولا يمكن أن تكون الظروف المحيطة (كالجماهير) هي المحرك الأوحد للعلاقة بين الزوجين ضمن مشاعر مصطنعة أو مزيفة، حتى لو كانت هناك مكاسب ومصالح (رئاسية أو حزبية) سيجنيها بالتماشي مع رغبات تلك الهتافات، ولكن تبقى العلاقة بين الزوجين أسمى وأصدق من أي مصلحة.. وهنا تظهر صورة الزوج الصالح!. والدليل أنه قام بالفعل (بتقبيل زوجته) لاحقاً، وبعد أن ابتعدت الكاميرات وانشغلت الجماهير بالمباراة، هذه المرة كانت قُبلة ومشاعر صادقة من زوج لزوجته بعيداً عن الأضواء لو لا أن إحدى الكاميرات نجحت في التقاط صورة لتلك القُبلة خِلسة!!. أظن أن ما حدث (درس مجاني) قدّمه (أبو حسين) لكل الأزواج مفاده: لا تكن مشاعرك السلبية أو الإيجابية وتعاملك كرجل مع زوجتك مبنية على ردة فعل أو تأثر بما يُقال هنا وهناك، وكُنْ مستقلاً برأيك ومشاعرك، ولعل الكثير من المشاكل الزوجية نشبت واندلعت بسبب (سماع) ما يقوله الآخرون والتصرف استجابة لذلك ولو على طريقة (طلقها) مع ظروف اقتصادية واجتماعية ونفسية قد تجعل الزوج يتصرف بشكل متسرع وغير مستقل، وقد يندم مستقبلاً حينما لا ينفع الندم..؟!. لعلنا اليوم (كأزواج) أمام اختبار حقيقي وتحدٍ كبير مع دخول شهر رمضان المبارك حيث يفقد البعض أعصابه لأتفه الأسباب بسبب الجوع والعطش، بينما آخرون قد تكون الانتقادات حاضرة عندهم لكل ما يتم تقديمه من جهود مضاعفة في هذه الأيام، والتفرغ للمقارنة بين الزوجة وعملها المنزلي وبين ما يتم سماعه من قصص أو مشاهدته على شاشات التلفزيون..!. وهو أمر لا شك يخلو من المشاعر الزوجية الصادقة التي تعلمناها كمسلمين من (مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم) وتعامله مع زوجاته بالحب واللين والرفق والصدق..!. إن الألفة والسكينة التي ينشدها كل الأزواج، يجب أن يكون منبعها ومحركها الحقيقي من الداخل وليس التأثر بالصراخ من الخارج، وهي فلسفة قام بها ونجح في تطبيقها مؤخراً (الزوج الصالح) أوباما..!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]