تشير دراسات تربوية مصرية إلى أن الطفل يتعرض لسماع أكثر من (16 ألف كلمة سيئة) من أقرانه وزملائه في المدرسة والشارع حتى (سن المراهقة)، وهي عبارة عن شتائم وألفاظ نابية دون اكتراث من الوالدين لها عملاً بالمثل القائل: (الشتيمة بتلف بتلف وترجع لصاحبها)..! هذه الأمثال (ما تأكل عيش) مع الأمريكان؛ حيث لم يرق - على ما يبدو - لسكان بلدة (ميديلبوروغ) في ولاية ماساتشوستس انتشار الشتائم بين (شباب البلدة)، وصوَّت المجلس البلدي لصالح فرض غرامة (20 دولاراً) على أي شاب يصرخ أو يتلفظ (بشتيمة) أو كلمة نابية مسموعة في (مكان عام)..! في مجتمعنا تصعب التفرقة بين (الشتيمة) وتوظيف الكلمة النابية للترحيب أو الميانة بين المراهقين..؟! حيث يتعرض نحو 39 % من الأطفال لإساءة المشاعر بكلمات على وزن (غبي - كسلان - قبيح.. إلخ)، بحسب إحدى الدراسات السعودية. دراسات أخرى تشير إلى أن مصدر (الشتائم) أو (الكلمات النابية) تباعاً هم الآباء والإخوان والأقارب ثم الأمهات ومعلمو المدرسة وزملاء الشارع..؟! الغريب أن الطفل الثاني والثالث في الأسرة هم أكثر تعلماً للكلمات السيئة من الطفل الأول الذي تقول الدراسات إنه (يتمتع عادة بمستوى لغوي جيد) سواء من حسن النطق أو المنطق بسبب رعاية الأبوين له وتنبيهه بألفاظ حسنة..! يجب البحث عن سُبل للتحاور والتخاطب مع الصغار وعدم تعريضهم (لألفاظ سيئة) تنعكس على شخصياتهم مستقبلاً؟! وهذا أمر تربوي (مهم جداً)، وخصوصاً خلال (إجازة الصيف) وسفر الأسرة (لبيئة جديدة ومؤقتة)؛ حيث يعتقد أنهما يكسبان الطفل بعض الألفاظ الجديدة التي لم يتعود عليها سابقاً؛ ما يفتح شهيته وفضوله لمعرفة المزيد من (الكلمات النابية) ومحاولة استخدامها تعبيراً عن بلوغه مرحلة جديدة..! وهنا يبدو أن (المناغاة) التي كانت ترافق الطفل بين شهره الثالث حتى نهاية سنته الأولى هي (الطريق الأمثل) لتذكير مرددي (العبارات السيئة) من الصغار بطريقهم الأول لتعلم اللغة، عندما كان الطفل يستعذب بإصدار (الأصوات وإدراكها) وهو يحاول أن يحاكي أصوات وكلمات الآخرين..؟! نعم إنها (آآ) و(غغغا) اللغة الطفولية التي لا يحبذ المختصون استخدامها مع الطفل اليوم من أجل أن يكتسب نماذج كلامية جديدة، لكن الأمر قد يختلف مع من اكتسب (نماذج سيئة) توجب إعادته إلى اللغة السليمة..! لكن ماذا كان يقصد بقوله (آآغيه) في الصغر..؟! ومن يضمن لنا أنه لم يكن يردد كلمة (يا غبي) سمعها من أحدهم..؟! إنه أمر محير..؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]