فاصلة: (يبقى لدى كل شخص قوة كافية للقيام بما هو مقتنع به). - حكمة ألمانية- لا أعرف كيف يمكن لإنسان يعيش في مجتمع مختلف في الثقافة عن مجتمعه ولا يكتسب شيئاً من الثقافة الجديدة إلا في حالة واحدة أنّ لديه قناعات بسوء ثقافة البلد الذي يعيش فيه، فبالتالي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكتسب أياًّ من رموز هذه الثقافة، حتى لو مارسها إنما هو يمارسها بضغط نفسي ويقنع نفسه بأنّ هذه الحالة مؤقتة. من الخطأ أن نقفل عقولنا تجاه الثقافات الجديدة، فانفتاحنا عليها ومعرفتنا بها لا يلغي ثقافتنا الدينية، إنما يغيّر من ثقافة مجتمع في بعض تقاليده وأعرافه التي لا يشابه الدين في شيء. المفارقة أن بعض رموز الثقافة التي نرفضها لأن الغرب يتعاطى معها هي جزء من تعاليمنا الدينية، لكن بعضنا -للأسف- الدين لديه عبادات فقط وليس أسلوب حياة. بمعنى أن سلوك مثل احترام الأنظمة والالتزام بالقانون يدعو له الإسلام يراه البعض في الغرب صرامة غير مبرّرة لأنه اعتاد الخروج على النظام. من الجهل أن تعيش في ثقافة جديدة ولا تتعرف عليها وترى ما يمكن أن تغيره في حياتك لتصبح أفضل ومن الحماقة بالفعل أن ترفض كل ما تنتجه ثقافة المجتمعات الغربية لمجرد أنهم مخالفون لك في الدين والعقيدة، وكأن ثقافتنا الدينية هشة وقابلة للمحو أو العطب. إنّ أفكارنا تجاه ما حولنا تتحول مع الوقت إلى قناعات ويصبح من الصعب تغييرها، لذلك من المهم أن نركز في أفكارنا تجاه ما حولنا ونتأمل ما حولنا من قيم وسلوكيات.. نعرضها على عقولنا قبل أن تمر على أفكارنا السابقة. في الغربة لدينا فرصة أن نعيد ترتيب حياتنا من جديد أن نختار وفق ما يمليه الضمير وليس وفق قناعة الآخرين وتقييمهم، في الغربة فرصة ثمينة لأنْ تكون نفسك. [email protected]