فاصلة: (ليس الجبل بحاجة إلى جبل، ولكن الإنسان بحاجة إلى إنسان) حكمة عالمية في الغربة مهارات تُكتسب بفعل التعامل مع مجتمع جديد بالنسبة لك لم تتعايش معه من قبل. وفي رأيي من المهم أن تفهم طبيعة الناس الذين قررت أن تعيش في مجتمعهم، أفضل من أن تمنّي نفسك بالعزلة مبرراً أنك أتيت للدراسة فقط. الدولة حينما قررت أن تفتح باب الابتعاث الخارجي ليتضاعف أعداد المبتعثين للدراسة إلى مختلف بقاع العالم، لم يكن هدفها الوحيد التحاقهم بالجامعات فقط، إنما هناك أهداف عدّة من بينها التعرُّف على الثقافات المختلفة لدى الشعوب الأخرى واكتساب المهارات الشخصية. الذي يُبتعث إلى أستراليا مثلاً يتعرّف إلى ثقافة الشعب هناك... عاداته وتقاليده، وبإمكانه أن يكتسب العادات التي تفيده في حياته، وبإمكانه أن يتقبّل التعايش مع المختلفين عنه في الدين والجنسية والعادات والتقاليد دون أن تشغله فكرة الخوف على دينه وعلى قيمه الاجتماعية من التغيير. ولذلك حينما تتندّر صديقاتي في مانشستر عليّ بأني بريطانية قبل أن آتي إلى بريطانيا، حيث لا أتذمّر مطلقاً من طبيعة الحياة هناك، رغم اختلافها كلية عن حياتي في الرياض، أؤكد لهن بأنّ القيم والعادات التي أنا مقتنعة بسلامتها لا يمكن أن تتغيّر، لأنّ التغيير لا يأتي إلاّ وفق إرادة الشخص نفسه. لذلك لا أخشى على نفسي أو أسرتي أن نصبح بريطانيين إلاّ بما نريد أن نكتسبه من بعض عاداتهم كالنظام والالتزام بالوقت والتعاون، وأمور أخرى من الممكن أن أكون قد خبرتها في طفولتي أو وجدتها لدى أي من الناس الذين عاشرتهم في حياتي في بلدي. لماذا نفتقد الثقة في قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ونخشى أن نخسرها، لماذا إذا كان لدى جارنا المسيحي مناسبة نخشى أن نشاركه الفرحة، بينما نسمح للخادمات والسائقين المسيحيين أن يختلطوا بشكل كبير مع أطفالنا؟ التمسك بديننا وقيمنا لا يعني أن ننعزل ونخاف من الاختلاط بالآخرين حتى لا نفقد إيماننا يقيمنا ألهذه الدرجة إيماننا وثقتنا بأنفسنا ضعيف!! إذا امتلكنا الثقة بما لدينا من قيم فهي فرصة لنا أن يتعرّف الآخر علينا من خلال سلوكياتنا وتعاملنا النابع من قيم إسلامية تحبب المسلم في التعايش مع مختلف الشعوب بسلام. [email protected]