جاء مهرجان صيف أرامكو والمقام في مجمع معارض الرياض لهذا العام غاية في التنظيم والإتقان على كافة الأصعدة سواء من حيث تنوع الأجنحة أو الديكورات أو فريق المتطوعين والمتطوعات بزيهم الموحد وبشعار «نبدع بالتطوع»، كل هذا يعكس المجهود الفكري والتكاليف المادِّية التي أعتقد أنها ليست سهلة، وهذا ليس إلا لتقديم الفعالية وإخراجها في أكمل صورة تمامًا كما عوّدتنا أرامكو في كلِّ ما تقدمه من فعاليات وطنية تشكر عليها. الزائر المتابع لمثل هذه الفعاليات الدورية في الرياض يدرك مدى حاجة العاصمة لوجود أماكن دائمة كمثل صيف أرامكو، فعلى سبيل المثال كان في جناح شركة أرامكو مقطورة خاصة لشرح استخراج النفط والغاز مع عينات من الصخور بطريقة مشوقة وجميلة، استدعت من ذاكرتي ما نراه في المتاحف العلمية في دول أخرى، ماذا لو كانت هناك متاحف علمية وتاريخية دائمة على مستوى ما رأيناه في هذا المهرجان، تنشأ لها مبان خاصة على مساحات مناسبة ذات مرافق أخرى كمواقف كافية للسيارات ومكتبة ومتاجر ذات صلة بالمتحف؛ وماذا لو صاحبها موقع إلكتروني شامل لكل ما له علاقة بالمتحف مع إضافة أخبار متجددة عن المعارض الدورية في صالات عروض زائرة مرفقة بالمتحف، أعتقد أنها فكرة بات تنفيذها أمرًا حتميًّا ولا سيما ونحن في عصر الاقتصاد المعرفي على مستوى عالمي، هذا إن أردنا لأنفسنا الارتقاء إلى مصاف الغير ممن نعدها دولاً متحضرة يقتدى بها ونبعث بطلابنا إليها للدراسة، دول تؤمن بحق المعرفة للجميع وتؤمن بأهمية تسجيل وتوثيق البشرية عبر المتحف وتوليه القدر الكافي من الاهتمام والتطوير المستمر؛ وتُعدُّه جزءًا من الكيان الثقافي المجتمعي الذي لا يُغفل بأي حال من الأحوال، ولازال حلمي وحلم الكثيرين برؤية عاصمتنا الجميلة تعكسنا بمتاحفها الدائمة. [email protected]