بدعوة كريمة ومشكورة من المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين لحضور (المؤتمر العربي الدولي حول دور القطاع الخاص في التنمية التكنولوجية) في الرباط في الفترة 6 - 8 يونيه 2012م حضرت هذا المؤتمر الهام جداً والذي مع الأسف لم يمثّل فيه القطاع الخاص السعودي إلا من خلال الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة مع غياب أيضاً لمؤسسات الأبحاث العلمية في الجامعات ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وكذلك لجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية. لقد كانت محاور المؤتمر كالتالي: 1 - سياسات تحفيز القطاع الخاص للاستثمار في حقول التقنية المتقدمة والابتكار. 2 - آليات الشراكة والتعاون التكنولوجي بين القطاعين العام والخاص وفوائده. 3 - المعوقات والفرص أمام القطاع الخاص لتفعيل دوره في التنمية التكنولوجية. 4 - مصادر التمويل ودورها في تنمية الصناعات المستقبلية. 5 - آليات تنمية القدرات التنافسية للصناعات الصغيرة والمتوسطة من خلال الحاضنات التكنولوجية. 6 - نماذج ناجحة من تجارب القطاع الخاص في عملية التنمية التكنولوجية. كان تنظيم المؤتمر من قِبل المنظمة وبمشاركة وبمقر المركز الوطني للبحث العلمي والتقني بالرباط إضافة إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر ووزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة. لقد استمعت واستفدت من جميع الأوراق المقدمة إلى المؤتمر وإن كان هناك مشكلة فإن بعض الأوراق مقدمة باللغة الفرنسية كما كان بعض المتحدثين يفضلون التحدث بهذه اللغة (مع وجود ترجمة فورية)، لقد قدم في المؤتمر أوراق بحث هامة سوف أتحدث عن بعضها باختصار كالتالي: 1 - أوراق قُدمت عن أهمية حاضنات الأعمال التكنولوجية للصناعات الصغيرة والمتوسطة قدمتها هند بن غزالة من تونس والتي تحدثت فيها عن تجربة ناجحة للحاضنات في ثلاثة مراكز رئيسية مع المساندة والدعم عن بُعد (آلياً) في خمسة عشر مركزاً وتتكون الحاضنات من نوعين: حاضنات مشاريع وحاضنات أعمال ويضم كل مركز 4 قاعات محاضرات وقاعتين للاجتماعات وقاعتي تشريفات وشباكاً موحداً (مركز الدراسات والبحوث والاتصالات) والخدمات اللوجستية اللازمة. 2 - أما الورقة الثانية من قِبل جامعة الحسن الأول بالتعاون مع إحدى الشركات المغربية وذلك لتطوير الخمائر وإنتاج زيتون المائدة من خلال خمائر عضوية (لإزالة المرارة) بدلاً من الطريقة المتبعة حالياً (والمستخدم فيها مواد كيماوية) قدمها الدكتور عبد السلام أصحراوي. 3 - ورقة عن العلوم والتقنيات المتلاقية وتطبيقاتها وإستراتيجيات تطويرها في الوطن العربي وتتحدث عن التقنية الحيوية ، تقنية النانو ، تقنية المعلومات ، تقنية الحوسبة المتقدمة والاتصالات ، وتقنية الإدراك (علم الأعصاب) وأنها أدوات القرن الواحد والعشرين.. وهذه الورقة برأيي من أهم الأوراق المقدمة لأنها تمزج بين تقنيتين أو أكثر من أجل حل مشكلة ما.. مثل استخدام تقنية النانو في الطب (أبحاث السرطان) مثلاً.. والنانو تعني متناهي الصغر فالنانومتر يساوي 1 على مليار من متر فالشعرة مثلاُ تساوي ما بين (80 - 100) ألف نانومتر (سبحان الله). إن تحديات القرن الواحد والعشرين كثيرة ولعل أهمها: الطاقة ، المياه ، الغذاء ، البيئة ، الأمراض .... إلخ. 4 - من الأوراق الهامة أيضاً تقنية اصطياد غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 وأهمية ذلك في الاحتباس الحراري ، كما قدم ورقة عن تكنولوجيات الطاقة المتجددة. وكما ذكرت في المقدمة رغم أهمية مثل هذا المؤتمر فلم تشارك مؤسسات ومراكز الأبحاث في المملكة ولا القطاع الخاص.. كما استنتج تأخرنا في مجال الأبحاث العلمية والتقنيات واقتصار التمويل (حتى الآن) على الدولة. والله الموفق. [email protected] *عضو جمعيتي الاقتصاد والإدارة السعودية