تسابقت الصفحات الأولى لمواقع الصحف العالمية لنعي الفقيد الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز مهندس الأمن في بلادنا، وتقاطعت جميعها في منطقة واحدة مهمة في تأريخنا السعودي، حيث أكدت للعالم أجمع بأنه - رحمه الله - كان في حياته رقماً صعباً في المشهد الأمني السعودي وفي مماته يُعد خسارة كبيرة للمملكة والعالم، نظراً لما يمثله من ثقل محلياً ودولياً، فصحفية (الجارديان) البريطانية وشبكة السي بي سي الإخبارية وصفته - رحمه الله - بصاحب (السلطة النافذة) في منصبه وتصدِّيه للتهديدات الخارجية. وكذلك صحيفة (ذا نيوزيلاند هيرالد) النيوزيلندية وشبكة (آي بي سي) الإخبارية وصفته - أيضاً - بصاحب القبضة الحديدية في إحكام الأمن السعودي. وما هذا الاهتمام الإعلامي العالمي إلاّ تأكيد على مكانة الأمير الفقيد الذي بذل جهوداً كبيرة في خدمة وطنه، من خلال رعايته وإشرافه المباشر على المؤسسة الأمنية وتطويرها حتى أصبحت درعاً يحمي البلاد والعباد، بل ويتعدّى نفعها للدول المجاورة من خلال جامعة نايف للعلوم الأمنية والكليات الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب بشتى صوره وأشكاله، وهنا لا بد أن نذكر للعالم بأنه - رحمه الله - كان له جهود مميزة وصفحات إنجاز في مجالات كثيرة منها أمن الحج ومكافحة الإرهاب ومناصحة أصحاب الفكر الضال من خلال جهود «المناصحة» التي أصبحت ولله الحمد علامة فارقة في مسيرتنا السعودية لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه بالحسنى. وللحقيقة يجب أن تعلم أجيالنا القادمة أنّ الفقيد الكبير الأمير نايف كان «بصمة» سعودية في المسيرة السعودية لمكافحة الإرهاب، فقد جمع - رحمه الله - بين «الخندق» و»الحرف» في جهاده المقدّس ضد الإرهاب من خلال مؤسسات الأمن الكثيرة التي جاهد من خلالها وبها أذرع وأجنحة الإرهاب، وفي ذات الوقت نشر «السنّة النبويّة»، فقد شجّع على حفظها من خلال جائزة سموه الشهيرة في حفظ السنّة المطهّرة، وهو بهذا يؤكد منهج الاعتدال السعودي في الحرب على الإرهاب، ويعطي العالم المتحضِّر درساً كبيراً ومهماً في الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه بأسلوب الجمع بين «القوة الأمنية» و»الفكر». وأخيراً .. كان نايف رقماً صعباً في المشهد الأمني السعودي، ومدرسة مستقلّة في الحرب على الإرهاب بأسلحة الفكر الرشيد والوعي بمصالح الوطن، فقد كان - رحمه الله - عقلاً وقلباً في محاربة الإرهاب، وأباً لكل من تاب وأناب، وسيفاً مسلولاً في وجه الإرهابيين بكل ألوانهم وأطيافهم ليبقى وطننا بلداً آمناً تهوي إليه قلوب المسلمين. [email protected]