أعرب الدكتور سليمان بن عبد العزيز الحبيب رئيس مجلس إدارة مجموعة د. سليمان الحبيب الطبية عن بالغ الحزن وعميق الأسى الذي حلّ بأبناء المملكة والعالم العربي والإسلامي إثر وفاة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وقال لقد فقدنا رجل الأمن الأول ورجل دولة من الطراز الفريد، ذو مكانة متميزة، فهو قيمة وقامة أمنية وإدارية وإنسانية يُشار لها بالبنان فجهوده لا تخفى على ذي بصيرة وإسهاماته في شتى المجالات واضحة وذات أثر شعر به القاصي والداني، وإننا في هذا المقام نعزي خادم الحرمين الشريفين والأسرة المالكة وكافة أفراد الشعب السعودي في هذا المصاب. وأضاف د. سليمان الحبيب قائلاً: إن الصدمة والحزن اللذين اكتسى بهما الشارع السعودي لفقدان الأمير نايف لهما أكبر ترجمة لما يمثّله هذا الرجل من قيمة وتأثير لدى أبناء المملكة. وتابع بقوله: لقد كان الأمير نايف نعم العضد لإخوانه فهو السند القوي الذي نجح في دحض الفئة الضالة فكان بمثابة صمام الأمان للمجتمع وحمايته من الإرهاب والأخطار التي كانت تحاك بهذه البلاد المباركة. وأكّد د. سليمان الحبيب على أن الأمير نايف رسخ مفهوم العدل في أقصى درجاته من خلال منظومة أمنية تحترم خصوصيات المواطن، بل تحافظ على حقوقه، ولا تأخذ أسرته بجريرته فبدأ في تطبيق برامج لرعاية وتأهيل أسر المسجونين، بل طالب بتوفير بيئة صالحة لهؤلاء المسجونين بعد انتهاء فترة عقوباتهم فصوّر لنا العدل في أسمى معانيه. وزاد د. سليمان الحبيب بقوله: لقد أثبت الأمير نايف قدراته القيادية الناجحة في كثير من الأوقات والأزمات فكان إشرافه على موسم الحج واحداً من الإنجازات التي يخلّدها التاريخ لهذا الرجل العظيم، كما أن الأمير نايف لم تقف أدواره على الجانب الأمني والإداري فقط، بل امتدت لتشمل كثيراً من الجوانب الحياتية وبخاصة التنمية العلمية فأسس لعدد من الكراسي البحثية وأنشأ كثيراً من الجوائز العلمية في العديد من الجامعات والجمعيات السعودية. وأشار د. سليمان الحبيب إلى أن نجاح الإسهامات الخيرية التي قدَّمها للمجتمع لهو أكبر دليل على أننا أمام شخصية مختلفة وضعت بصماتها في كافة المجالات بتأثير قوي وواضح، مشيراً إلى أنه على الرغم من المهام الجسام التي أوكلت إلى الأمير نايف على اختلاف درجاته الإدارية منذ أن شغل منصب وكيل إمارة الرياض إلى أن أصبح ولياً للعهد فلم تثنه تلك المهام عن جهوده الإغاثية والخيرية وإغاثة المتضررين من الشعوب العربية والإسلامية في فلسطين وكوسوفو والشيشان وإندونيسيا والباكستان. وتابع د. سليمان الحبيب بقوله: لقد أدرك الأمير نايف ببصيرة نافذة وفكر ثاقب المخاطر والمؤامرات التي تحاك للشباب السعودي الذين هم عماد المملكة وأساس نهضتها من خلال نشر المخدرات والترويج لها بين الأوساط الشبابية فنجح في تأسيس إدارة أمنية متخصصة لمواجهة هذه الظاهرة على كافة المستويات وأنشأ اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وعمل على تضافر الجهود السعودية مع نظيرتها الدولية لمواجهة تلك الظاهرة وإيجاد حلول جذرية لها ليرفع بذلك عن الوطن كوارث كنا سنواجه تبعاتها سنوات عديدة. كما نجح الأمير نايف في ترسيخ إستراتيجية أمنية جديدة فيما يتصل بالأمن الفكري والتعامل مع أصحاب الفكر الضال لدمجهم في النسيج المجتمعي وتحويلهم من طاقة سلبية تثقل كاهل الوطن إلى منبع خير وإيجابي يرتقي بهذا الوطن ويسهم في بناء حضارته وأمنه واستقراره. وقال د. الحبيب: لا شك أن الرخاء الاقتصادي الذي نحياه في هذه السنوات كان للأمير نايف بعد الله جهود ملموسة وحثيثة من خلال المناخ الأمني المستقر الجاذب للاستثمار والمحفز دوماً لإيجاد فرص استثمارية جديدة تساعد في حل مشكلات اجتماعية متنوّعة مثل البطالة والعنوسة والفقر وغيرها. واختتم الدكتور الحبيب حديثه بقوله: رحم الله فقيد الأمة وأسكنه فسيح جناته، سائلين الله عزَّ وجلَّ أن يخلف على الشعب السعودي في وفاته خيراً ويلهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وإخوانه والأسرة المالكة الصبر والسلوان وأن يسكن الأمير نايف فسيح جناته ويغمره بفضله ورحمته.