إنَّ العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا على فرقاك يا نايف لمحزونون. وداعاً ولي العهد، وداعاً نايف الأمن، وداعاً نايف الحكمة، وداعاً يا من كنت حازماً في الحق، حليم التصرف، حكيم الرأي. على عِظم وَقْع المصيبة يكون الصبر، إنه قدرنا نحن السعوديين أن نكون مختلفين عن غيرنا (صبورين) عند وقوع المصائب حتى بأعظم الرجال، (مؤمنين) بربنا راضين بقضائه وقدره، نعلم أن هذا أمر الله ونهاية (شَرَعها) وكَتَبها في (لوح محفوظ). ترجَّل نايف (الفارس المخلص) الذي بذل حياته في خدمة مليكه ووطنه وشعبه، ترجل مَنْ شهد له العالم بقدرته الفائقة في حفظ الأمن والأمان حتى باتت بلادنا مضرب مثل وواحة سلام. لقد تميز الأمير نايف - رحمه الله - بالحزم وثبات الموقف في وجه كل العابثين بأمننا ومثيري الفتن، وفي المقابل كان (قلباً رحيماً) أخاً وأباً ووالداً بارًّا لكل المخلصين والشرفاء، ولعلي هنا أترك الكثير من المشاهد والمواقف التي ما زالت الذاكرة تحتفظ بها في عنوان كبير هو (نايف بن عبدالعزيز الإنسان)، وأعيد الذاكرة إلى (الموقف الإنساني) الكبير عندما عانق الأمير نايف في موسم الحج الماضي والد (الشهيد فرمان)، واحتضنه في موقف لن يُنسى، سجَّلته عدسات المصورين؛ لينقل للعالم وفاء وتقدير نايف بن عبدالعزيز الشخصي (لمقيم) بذل حياته من أجل (إنقاذ الغرقى)، عناق فريد من ولي العهد ووالد الشهيد يعكس إنسانية الراحل. لقد اشتهر الأمير نايف - رحمه الله - بحلمه وتقديره للعلم والعلماء، وكان يحرص على مجالستهم والاستماع إليهم وتكريمهم ودعم كل علوم القرآن والسُّنة بالمنافسات والبحوث. عندما يُذكَر نايف بن عبدالعزيز يُذكَر (الأمن العربي) برمته، كيف لا وهو مهندس المشاريع والاتفاقيات الأمنية بما يخدم أمن الإنسان العربي من خلال رئاسته مجلس وزراء الداخلية العرب. ارتبط اسم الراحل بالجهود الدولية الإغاثية والحملات الشعبية السعودية لإغاثة الشعوب المنكوبة والمتضررة والملهوفة حول العالم؛ لتشترك في العزاء اليوم وتشاطرنا قلوب كل المنكوبين والملهوفين الذين يذكرون تلك (الأيادي البيضاء) التي كانت عنوناً للخير والعطاء. وداعاً نايف.. ولتكن روحك الطاهرة مطمئنة راضية مَرْضية عن كل ما بذلته بإخلاص لدينك ووطنك.. إنا لله وإنا إليه راجعون. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]