من أعظم المصائب التي يمكن أن يُبتلى بها المسافر أثناء ركوب الطائرة، وجود (راكب بجواره) من جماعة (فوبيا الطائرات) ساهم (البوردنق) في حتمية هذه الجيرة بينك وبينه وتجد نفسك فجأة ملزماً بكل متطلبات الاهتمام به على طريقة جيران (منح الأراضي) الملزمين بتبادل (الابتسامة الصفراء) رغم علمهم أنهم لم يدفعوا قيمة الأراضي ويخافون من بعضهم، على فكرة أنا شخصياً لم أحصل على (منحة أرض) في حياتي إطلاقاً لكنني حصلت على الكثير من جيران (فوبيا الطائرات) في الدرجة الأولى..! فجأة يتحوّل هذا (الجهبل) عريض المنكبين إلى (حمل وديع) بجوارك يبتسم بطريقة (أصحاب المنح) لأنه متعوّد على الحصول على كل شيء (مجاناً) ويسألك بكل هدوء والمضيفة تشرح طرق النجاة في حال الخطر: تعرف تسبح يا (قصيري).. والقصير بمعنى الجار؟! تجيبه: لا وأعرف (أطير بعد) والحمد لله أن هذه (منحة) من رب العالمين يهبها لمن يشاء من (عباده الصالحين) وأرجو الله أن نكون منهم..! من المؤكد أنه سيقلب عينيه في وجهك مستغرباً من هذه (المنحة) التي لم يحصل عليها من قبل وهو يقول: وش ذا العلة..؟! بمجرد تحرك الطائرة (نحو الإقلاع) تبدأ على صاحبنا (ملامح المحنة) والتي تبدأ (بالرعشة) تعقبها (الرجفة) ثم (يختنق النفس) في لحظة تشعر أن جارك مستعد للتنازل عن كل ما يملك من (منح) مقابل لحظة راحة في السماء.! عندها ستحاول بالتأكيد (التخفيف) من آثار ما يعانيه من أفكار بأن الطائرة قد تتعرض (لخلل فني) أو أنها ستقع أو أن الباب غير مغلق بشكل محكم، وتبدأ بسؤاله عن (أسعار المنح) على الأرض، وكيفية الحصول عليها، وتستغل الوضع بالبحث عن (ورقة بيضاء) علّه يمليك (ديباجة المعروض) وخصوصاً أن موضوع (المنح المجانية) شغال معاه (زي الحلاوة) ووصل (لمقاعد الطائرات)..! من المؤكد أنه سيقول لك: (آوب وقته) يا ابن الناس.. نوصل الأرض وأبشر بالخير..! عموماً تواصل التخفيف عنه ما استطعت (كواجب للجيرة) وبمساعدة (المضيفة) التي تقدّم الماء والبندول والقهوة ومخدة الرأس للنوم، على أمل أن يساعدك في موضوع (المنحة) عند الوصول..! ولكن بعد أن (تهبط الطائرة) ينتفض صاحب الفوبيا (فجأة) ليمتطي نعله من تحت مقعدك لأنه سقط منه بفعل (الهبوط التدريجي) وهو ممسك بك، ويلبس (مشلحه) من يد المضيفة ويعود (جهبلاً) كما كان، متجهاً نحو باب الخروج (لكبار الشخصيات) ليكمل رحلة البحث عن (منحة جديدة) ناسياً وعده بمساعدتك..! من المؤكد أن لسان حالك يقول: ما يخالف (يالهامور) الوعد قدام، مع أقرب رحلة تجمعنا وشوف من يخفف عنك مرة ثانية..؟! طبعاً بتكون (مالي يدك) أن ليس له بعد الله إلا أنت في رحلة العودة، خصوصاً مع خبر تزايد تشابك (المضيفات السوريات) في الخطوط السعودية بفعل الأزمة في بلادهن، والتي وصلت حسب (الزميلة الوطن) يوم أمس الأول إلى تسجيل (15 محضراً) في الشرطة بسبب (عراك المضيفات) مما تسبب في تأخير بعض الرحلات..! عز الله (كدينا خير) على ها لخبرية..! يبدو أن (الفوبيا) لن تقتصر على صاحبنا وحده (الرحلة القادمة)، بل ستمتد لجميع الركاب، حتى أولئك الذين ليس لديهم (منحة مقعد) مثلي، لأن (المحنة) على الجميع هذه المرة..! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]