اتهمت الأممالمتحدة امس الثلاثاء الجيش السوري باعدام الاطفال وتعذيبهم واستخدامهم «دروعا بشرية» خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. مؤكدة بان الصراع في سورية وصل الى مرحلة الحرب الاهلية وواصلت القوات السورية امس عمليات القصف على مدن سورية عدة, مما ادى الى مقتل61 شخصاً بينهم اطفال في انحاء البلاد. وقال ناشطون سوريون إن 30 شخصا على الأقل بينهم أطفال، لقوا حتفهم فجر امس جراء القصف الذي تشنه القوات الحكومية على مناطق في محافظة دير الزور شرقي البلاد. ونشر الناشطون مقاطع فيديو تظهر فيه سوريات وهن ينتحبن بجوار جثث أطفال صغار. وفي حمص وسط البلاد، يتعرض حي الخالدية لسقوط قذائف وإطلاق نار من قبل القوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام الحي منذ أيام. وفي ريف اللاذقية, منع عدد من سكان قرية الشير امس الثلاثاء وفدا من المراقبين الدوليين من بلوغ مدينة الحفة المجاورة التي تتعرض منذ اسبوع لقصف وحصارمتواصلين، وفق المرصد. وقال مديرالمرصد رامي عبد الرحمن «قطع سكان قرية الشير طريقا رئيسيا تقود الى مدينة الحفة، باجسادهم حين تمددوا ارضا امام سيارات المراقبين». بدورهم, اكد الجيش الحر السوري انسحابه من بلدة الحفة وذلك تحت ضغط القصف الجوي لقوات النظام السوري وقال المتحدث سليم العمر هاتفيا من مدينة اللاذقية الساخلية التي تبعد 30 كيلومترا إلى الغرب من الحفة إن القصف الكثيف بمدفعية الميدان أجبر المئتي مقاتل الباقين الذين كانوا يدافعون عن الحفة على مغادرتها. واضاف أن عدة آلاف من المدنيين تركوا في المدينة دون حماية من الميليشيات العلوية التي تحاصر البلدة. في غضون ذلك، أعلن مسؤول عمليات حفظ السلام في الاممالمتحدة ايرفيهلادسو الثلاثاء ان «سوريا الآن في حرب اهلية». وقال لادسو لمجموعة صغيرة من الصحافيين ردا على سؤال عما اذا كان يظن ان سوريا دخلت مرحلة الحرب الاهلية «نعم اظن انه يمكننا قول ذلك. من الواضح ان ما يجري هو ان حكومة سوريا فقدت السيطرة على انحاء واسعة من اراضيها، على مدن عدة، لصالح المعارضة وهي تحاول استعادة السيطرة عليها». واضاف «هناك ارتفاع هائل في وتيرة العنف». وفي وقت سابق اعلن تقرير للأمم المتحدة حول الأطفال في الصراعات المسلحة إلى أن الأطفال السوريين عرضة للقتل والتمثيل بالجثث والاعتقالات القسرية والاعتقال والتعذيب والعنف الجنسي، كما يتم استخدامهم كدروع بشرية. وقال التقرير الذي استند إلى أقوال عشرات الشهود: «يتم اقتياد الأطفال والبنات من سن ثماني سنوات إلى 13 سنة قسرا من منازلهم ليستخدمهم الجنود كدروع بشرية، حيث يضعونهم في مقدمة أو على نوافذ الحافلات التي تنقل الجنود لدى توجههم لاقتحام المناطق المضطربة. وعلى الصعيد السياسي, قال أحمد فوزي المتحدث باسم كوفي عنان وسيط الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا امس إن «مجموعة اتصال» دولية بشأن سوريا ستجتمع قريبا لبحث كيفية جعل الحكومة السورية والمعارضة تلتزمان بخطة السلام التي صاغها الوسيط الدولي. وقال فوزي في افادة صحفية معتادة في جنيف «القصد من تشكيل هذه المجموعة هو اعطاء قوة للخطة لاقناع الاطراف بتنفيذ الخطة كاملة, الامر ليس وضع خطة جديدة».من جهتها, أعربت فرنسا عن قلقها من «ان تكون مجازر جديدة تحضر» في سوريا كما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في وقت طالبت فيه الاممالمتحدة بتسهيل الوصول الى مدينة الحفة المحاصرة والتي تقصفها قوات النظام السوري. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسي برنار فاليرو «نحن ايضا نشعر بالقلق من ان تكون مجازر جديدة تحضر» في سوريا مؤكدا في الوقت نفسه حصول اتصالات فرنسية-روسية في محاولة لايجاد مخرج دبلوماسي للازمة.بدوره, قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في العاصمة الباكستانية إسلام اباد امس إن الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في سوريا تتركز على محاولة التوصل لانتقال سلمي وإن التدخل العسكري الأجنبي ليس مطروحا. الى ذلك, حذر وزير شؤون التنمية الدولية البريطاني الن دنكان خلال زيارته للحدود الاردنية السورية امس من خطورة تدهور الوضع الانساني في سوريا ان لم يتم وقف العنف في هذا البلد «بشكل فوري». وبحسب بيان السفارة البريطانية فان المملكة المتحدة «خصصت مبلغ 8,5 ملايين جنيه استرليني الآن لتوفير مساعدات غذائية عاجلة لحوالى 24 الف اسرة داخل سوريا، وما زالت تصل المزيد من المواد الغذائية والمساعدات الطبية كل اسبوع».