تستند هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمرجعيتها الإدارية إلى الممارسات الإدارية التي نظمها الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب حين أسس نظام الحسبة وكان جامعا شاملا فهو الاحتساب على الظلم والخروج والتعدي على قيم المجتمع وكان أهم مجالاته في عهد عمر هو مراقبة الغش في الأسواق والجور على الناس في رفع الأسعار كما يتمثل في الاطمئنان على احتياج وعوز الفقراء والمساكين والأرامل وعدم إيذاء النساء أو التعدي على أعراضهن لا قولا ولا عملا وهذا من باب الحفاظ على منظومة القيم والأخلاق الإسلامية محكوم ذلك كله بإحسان الظن وعدم التجسس على الناس في الأماكن المغلقة فمبدأ الستر مقدم على غيره في التعامل مع أعراض المسلمين. الملاحظ أن ثمة تطبيقات كثيرة ظهرت لصالح المرأة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه متزامنا ذلك مع ظهور أنظمة إدارية كثيرة تشهد على تطور الدولة الإسلامية في سياساتها وتشريعاتها الإدارية المستمدة من القرآن والسنة والمتوافقة مع نمو الأمصار: تتفق كتب التاريخ على مروية واحدة حول تبلور مفاهيم حقوق المرأة في الإسلام مع نظم وتشريعات كثيرة لعل أهم مايخص النساء هو اختيار الشفاء العدوية كمستشارة يستحسن عمر رضي الله عنه الكثير من أرائها في شؤون الدولة كما كان في ممارساته الإدارية كخليفة للمؤمنين رفيقا في المرأة ويعد من حسن الولاية الوقوف على حاجات النساء فقد كان يعتبر نفسه أبا العيال فيمشي إلى المغيبات اللواتي غاب أزواجهن، فيقف على أبوابهن ويقول: ألكن حاجة؟ وأيتكن تريد أن تشتري شيئًا؟ فإني أكره أن تخدعن في البيع والشراء، ومن ليس عندها شيء اشترى لها من عنده، المغيبات، اللافت لمتبع نشأة نظام الحسبة الإسلامي يجد أنه قائم على الرفق بالضعفاء وخاصة المرأة وحماية الناس من التدليس والغش. [email protected] Twitter @OFatemah