المراهقة - عموماً - مصطلح يعني الطيش، والترف، والخفة، وقلّة الرزانة، وارتكاب بعض ما يخل بالمروءة، وذلك من قِبَل بعض الناس في مرحلة مراهقتهم - أيْ: المرحلة التي تنقلهم من الطفولة إلى الرّجولة -. وهذا أمر يمر به أكثر الناس، ولهذا يعجب ربنا؟؟؟ من شاب ليست له صبوة. غير أنّ تلك الصبوة قد تستمر مع بعض الناس؛ فلا يزيده مَرُّ الأيام إلاّ عتوّاً ونفوراً. وبعضهم قد تتأخر مراهقته، فلا تطرأ عليه إلاّ بعد أن يجاوز مرحلة المراهقة، أو يطعن في السن؛ فكأنه يقضي ما فاته من الطّيش إبان المراهقة، والقضاء يحكي الأداء كما يقول الفقهاء!!. وربما تطول مدة مراهقته، أو تستمر معه طول العمر، وقديماً قيل: ما أشدّ فطام الكبير. والحديث ههنا ليس عن هذا النوع من المراهقة، وإنما هو حول نوع آخر منها ألا وهو المراهقة العلمية؛ حيث تلحظ على بعض المنتسبين للعلم نوعَ مراهقة، فتراه يُخَطِّئ ويُصَوِّب من هو أكبر منه، وتراه يعتد بآرائه أكثر من اللازم، ويرمي مخالفيه بالجهل، وقلّة البضاعة. ومن هذا القبيل ما تراه عند بعض المنتسبين للعلم من الانحراف عن طريق العلم، إما زهداً بالعلم، أو استطالة لطريقه، أو رغبة في التنقل، أو أن يستهويه بريق الشهرة، وسراب العلوم التي تزري بالشريعة وعلمها؛ فتراه بعد ذلك وقد عرَّى أفراس الصبا ورواحله، وصار كلاًّ بعد أن كان كلأً. * جامعة القصيم