كشفت استشارية نفسية أن وجود أكثر من مراهق داخل السيارة يزيد من احتمالية تعرضها لحادث مروري، بسبب الانفعالات الشديدة للمراهقين، مشيرة إلى أن كثيرا منهم يحاولون إثبات أنفسهم وقدرتهم على التعامل مع الأمور والسيطرة عليها. ودعت إلى أن تبني سياسة جديدة في التعامل مع المراهقين تتميز بالمرونة والتفهم حتى يمكن كسبهم. فيما انتقد استشاري نفسي وسائل الإعلام على تصوير المراهقين بمجموعة من الطائشين ما يجعل الناس تؤطر كل تصرفاتهم في هذا الجانب ويجعل المراهقين أنفسهم يتمادون في تصرفاتهم بسبب إحساسهم بالإقصاء. أسرار المراهقين ووصفت الأستاذة بكلية الطب بجامعة الملك سعود استشارية الطب النفسي للأطفال والمراهقين بمستشفى الملك خالد الجامعي الدكتورة فاطمة الحيدر في محاضرة بعنوان «أسرار المراهقين» بقاعة المحاضرات الكبرى بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، أن مرحلة المراهقة هي مرحلة اكتشاف المهارات الخاصة، حيث يعتبر المراهقون أكثر قدرة على التركيز خصوصا في الأشياء التي يرغبونها أو يشعرون حيالها بالتحدي: «المراهق في هذه المرحلة يتصف بعدم العقلانية، وصعوبة الحفظ، حيث يعتمد على عملية الربط عند تذكر الأشياء، والمراهق في هذه المرحلة يبحث عن الاستقلالية في تفكيره وفي اتخاذ قراراته والممارسات التي يؤديها ويحاول إثبات ذاته من خلال العديد من التصرفات التي يقوم بها ويعتبرها الأهل انحرافا في السلوك، وكذلك البحث عن ذاته في الأشخاص من حوله وهو ما أوجد مشكلة الإعجاب بين الفتيات والشباب ومن ذلك إعجاب الطالبة بمعلمتها أو بطالبة أخرى في مرحلة دراسية أعلى». 3 مراحل وذكرت الحيدر أن مرحلة المراهقة تنقسم إلى ثلاثة أقسام تتمثل في المراهقة المبكرة من سن 12 إلى 16 عاما، والمراهقة المتوسطة والتي تبدأ من سن 16 إلى 19 عاما وفيها يبحث المراهق عن استقلاليته ومخالفة الأوامر والتوجيهات التي تطلب منه، وأخيرا المراهقة المتأخرة التي تبدأ بعد المرحلة الثانوية وتتصف بشعور المراهق بأنه أصبح رجلا وأنه مسؤول عن تصرفاته. تهذيب الانفعالات وطالبت بالتعامل مع مرحلة المراهقة بكثير من العقلانية والعمل على تهذيب انفعالات المراهق من قبل الناضجين حوله، مشيرة إلى أن تعامل الأب مع ابنه في سن مبكرة يساعده على احتواء ابنه في فترة المراهقة: «من مهارات التعامل مع المراهقين التفاهم وتفهم تصرفات الأبناء وإيجاد المبررات لهم من دون تماد، والمرونة في التعامل من دون إخلال، وإنشاء صداقات مع الأبناء من قبل الآباء وهو ما يسهم في الوصول إلى قلوبهم ويسهل التعامل معهم». واعتبرت الدكتورة الحيدر أن التقدير من المهارات الرئيسية للتعامل مع المراهق، حيث إن كثيرا من الأسر تتعامل مع المراهق بعدم تقدير وتقليل لاحترامه سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة وقبل ذلك كله التوكل على الله وحسن الظن به في قدرته على هدايتهم وإصلاح حالهم وهو ما يتطلب الدعاء لهم دوما. تصوير سلبي من جانبه انتقد مساعد المدير التنفيذي للشؤون العلاجية بمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض استشاري الطب النفسي الدكتور رياض النملة وسائل الإعلام في تعاملها مع المراهقين، حيث تركز عند نقل الأخبار المتعلقة بهم على الجوانب التوعوية: «عندما تنقل وسيلة إعلامية ما خبر قيام مجموعة من الشباب المراهق بتصرف فيه إخلال بالنظام مثلا فإن ذلك يولد لدى الناس تصورا بأن فترة المراهقة تتصف بالطيش، وأن المراهقين أشخاص سيئون، وهو ما يسهم في إبعادهم عنا بصورة مباشرة أو غير مباشرة والتعامل مع أي تصرف يقومون به على أنه ضمن هذا التصور، فيما المراهق يشعر من خلال هذا الخبر بأنه شخص منبوذ وبالتالي يتمادى في الخطأ» .