إننا في هذا الوطن الأغر متفائلون بهذه الروح الجديدة التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن، ونعلم أنّ الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز هو بداية عهد جديد وعصر للكفاءات الوطنية المخلصة المتألّقة, وزمن الوفاء النبيل للوطن ومثله ومبادئه وقيمه الوطنية الأصيلة. إذا كنا نقدِّر هذه البادرة تقديراً يليق بها، عندما قام صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني بتكريم لقادة ومديرين من منسوبي الحرس الوطني المتقاعدين مدنيين وعسكريين، فنحن نقف بمزيد من الاحترام لشخصه الكريم فقد أعطانا منه تميُّزاً آخر وهو مكانتنا كمواطنين سواء كنا عاملين أو متقاعدين خدمنا وطننا بكل إخلاص وحماس.. نحن في الحرس الوطني عسكريين ومدنيين، نثمِّن هذه اللفتة الرائعة، وأعترف أننا أحياناً قد نعاني من صعوبة المتابعة والمشاركة لتزاحم المناسبات الاجتماعية المختلفة، لكن الأمير متعب بن عبد الله حريص كل الحرص في كل عام على حضور وتكريم منسوبي الحرس الوطني من عسكريين ومدنيين بنفسه، ليثبت أنّ من أولوياته تكريمهم وتقديرهم لما قدّموه من أعمال في خدمة هذا الكيان الحضاري، لتظل سراً من أسرار نجاح هذه المنظومة الحضارية تواصلها مع منسوبيها، والاهتمام بأدق التفاصيل، وعدم ترك أي شيء للصدفة، إنما بالعمل الجاد المثمر الفعّال تتحقق الأهداف، ولعلّ اللافت للنظر مقولته الشهيرة التي تدعم ما نقول هي :» أبوابنا جميعاً مفتوحة مثل قلوبنا لكم جميعاً» .. وقد أفاض وأغدق سموه في هذا اللقاء الحميم إلى العلاقة والتواصل اللذين يميزان منسوبي الحرس الوطني وستستمر بإذن الله، علاقة أسّسها ونمّاها ووثّق عراها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، والمتقاعدون يستحقون منا التكريم والتقدير بما وصلوا إليه من أعلى المراتب وعلى ما بذلوه من جهود مخلصة، وقيّمة في رفعة وطنهم وجعله في مصاف الدول الكبرى. وعن العلاقة بين الحرس الوطني ومنسوبيه، أشير هنا إلى ما قاله سموه في معرض حديثه في هذا اللقاء التكريمي « إننا نحمد الله إنّ إخواننا المتقاعدين لهم أبناء وإخوان في الحرس الوطني سيكملون مسيرتهم وهذا نوع من أنواع الوفاء الذي زرعه ونمّاه فينا سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وهذه العلاقة بين الحرس الوطني ومنسوبيه علاقة مستمرة ولن تنقطع وسيظل الحرس الوطني وفياً كل الوفاء مع منسوبيه عسكريين أو مدنيين وأبوابنا جميعاً مفتوحة مثل قلوبنا لكم جميعاً في أي وقت، لأنّ هذا ما تعلّمناه من سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الذي بنى الحرس الوطني ورعاه وزرع فينا القيم والأخلاقيات الأصيلة». ونحن إذا نقدم الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز على دعمه وثقته بنا طوال مدة خدمتنا في هذه المؤسسة العسكرية العظيمة، والتي ساهمنا فيها بكل ما نستطيع من جهد وعرق وفكر في تطوُّر مسيرة البناء والتحديث التي مر بها الحرس الوطني وعايشناها مع زملائنا، ونرجو من زملائنا وإخواننا وأبنائنا الذين هم على رأس العمل حالياً مواصلة العمل بكل جد وإخلاص لخدمة هذا الصرح الشامخ، من رفعة الوطن والمواطن، والحرس الوطني شعار يختزل قيم الوطن ومثل الوطنية ومبادئ الانتماء وثوابت الأخلاق وأركان الإتقان والانضباط وخلاصة التجويد والمهارة والاحترافية وكلّ صور الرّجولة الحقّة، إنه بحق مصنع الرجال، هذا هو الحرس الوطني تاريخ يعتز به كل مواطن، في كل منجزاته العسكرية تدريباً وتأهيلاً وتسليحاً وتنظيماً، ومنجزاته الحضارية الثقافية والتراثية والصحية، والتربوية، ومحافظته على التراث, وإنجازه مبادرات وطنية عديدة، تحفظها ذاكرة الوطن، وتعيش في عقله؛ ويحتفظ بها في وجدانه, اعتزازاً وفخراً، هذا هو الحرس الوطني الذي شارك بفعالية وإيجابية في النهضة الشاملة التي عمّت بلادنا الطاهرة، والعامرة بكل خير تأكيداً لمهمته الحضارية الرائدة, وعمل على تهيئة كل سبل الرخاء لمنسوبيه فتم إنشاء المدارس لمنسوبيه وأبنائهم، لأنّ تنمية الإنسان والمواطن السعودي من ركائز النهضة الحديثة التي تقوم على أساسها الدول، تصرف كل غالٍ ونفيس في سبيل تنشئة المواطن تنشئة صالحة لخدمة وطنه ودينه ومليكه, وأقام المدن السكنية العملاقة لهم في مدن المملكة المختلفة، التي توفر لهم مسكناً كريماً لائقاً، وعمد إلى إقامة المستشفيات والمراكز الصحة المتميّزة في كل منطقة يوجد بها الحرس الوطني، ومدّها بالكفاءات الطبية المتميّزة، وتجويد الخدمة الطبية وجعلها من أولويات الحرس الوطني. فالحرس الوطني روح الملك عبد الله بن عبد العزيز وشخصيته ومؤسسته الأثيرة صنع صورة الحرس من نفسه الوطنية الصادقة، وبنى روح الحرس الوطني من روحه المتوثّبة، وأعدّ رجاله مدنيين وعسكريين على نظره ووفق منظومة رائدة, جعلت منهم مضرب المثل والأمل في الشجاعة والمهارة والإتقان، هم روح قائدهم وهم عيونه وهم مستقبله وبهم يبصر وطنه، وعليهم تبنى آمال الوطن. ولقد أثّرت شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، في فكر الأمير متعب وحبه للعمل وإخلاصه وتفانيه، عزمه الأكيد على تطوير الحرس وجعله مؤسسة حضارية تفخر بها المملكة داخلياً وخارجياً، وكما أثر في حبه للثقافة والمثقفين، كذلك لملازمته والده بالغ الأثر في إكسابه الخبرة العملية، فإنّ خادم الحرمين الشريفين، ظلّ دائماً عدوّ التزمّت، ليس مشتطاً في أفكاره وآرائه السياسية، ولا في معتقداته الدينية، إذ لو لم يؤمن بالعلم وبالعلماء، ويفتح لهم قلبه، لما رأى العالم هذه البلاد بما فيه من تطوّر ونماء، كما خادم الحرمين الشريفين شاهد التطوّرات السياسية، وأدرك بحسِّه العالي ما خلفته من متغيّرات فكرية في عقل ووجدان الإنسان العربي، وما أوجدته من تقسيمات جغرافية وسياسية للوطن العربي والإسلامي، فبقيت تلك الدروس عالقة في ذاكرته وفي ذهنه، وهي ما يراها اليوم إحساساً بالواجب لفهم الأحداث، ومجاراتها من أجل رأب الصدع، ولمّ الشمل، والحفاظ على هويتنا واستقرارنا. ورث الأمير متعب بن عبد الله عن والده خادم الحرمين الشريفين - أيّده الله - هذه الصفات الرائعة في القيادة، والحكمة، والبصيرة، وسداد الرأي، وفياً كل الوفاء للصّداقات والعلاقات، والزملاء في العمل لا ينسون من أعطى بكل صدق وأمانه طوال خدمته في هذا الكيان الحضاري؛ فهو رجل واعيٍ، وسياسي محنّك عركته التجارب، وبالتزام خلقي. يؤمن بالحوار وتبادل الرأي والمشورة الصادقة، طاهر الذات، متصالح مع النفس، يسعى إلى مكارم الأخلاق جهده، يتعامل مع الآخرين بكل رحابة صدر، وهذه الخصائص الذاتية هي التي أهّلته لأن يتحمّل الدور الكبير المنوط به الآن. يؤمل أن يشهد الحرس الوطني تحت قيادته مزيداً من البناء والتطوير استكمالاً لما بدأه مؤسِّس الحرس الوطني خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -، وبكل تأكيد فإنّ في اختيار هذا القائد الجديد روحاً من رؤيته الثاقبة لما ينبغي أن يكون عليه هذه المؤسسة العسكرية التي تحمي الوطن وتحفظ منجزاته وتحرس قيمه ومثله؛ ومؤسسة حضارية رائدة تسهم في نهضته وتنميته بكل جدارة وكفاءة واستحقاق وتحقق كل آمال القيادة وطموحات المواطن في بناء مؤسسة عسكرية عظيمة تحظى بالتقدير والاحترام. هذه المناقب الرائعة لخصوصية وتميُّز صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الحرس الوطني وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، فكل هذه المميّزات جعلته في مجال التميّز القيادي، وصاحب مكانة مؤثرة في توجيه المواقف والأهداف الإيجابية المؤثّرة والفعّالة.