اعترف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار بتأخر السياحة الوطنية وقال: لم نستثمر في القطاع كما يجب رغم أننا نملك أكبر سوق سياحي على مستوى المنطقة وخسرنا حوالي سبع سنوات استثمرتها دول أخرى قريبة منَّا وطوّرت السياحة لديها بشكل كبير، وقد حرمنا أنفسنا من مورد اقتصادي كبير، ولم ندفع بعجلة هذه التنمية بالشكل الذي يليق بهذا القطاع الذي تعمل كبرى الدول الاقتصادية على تنميته ودعمه. وأضاف: السياحة الوطنية قادرة لتكون أفضل سياحة في كل منطقة، والفرق هو أن الدول المجاورة تركّز تركيزًا كاملاً على تطوير السياحة كمسار اقتصادي أساسي لها، ولذلك استثمرت فيها، فهجرة المواطنين ستستمر إلى الدول التي استثمرت في السياحة وجذبت القطاع الخاص، فهو يُجذب عندما تستثمر الدول في البنية التحتية للسياحة، وتُهيئ المناخ لنمو القطاعات السياحية، والمملكة حقيقة مهيأة بكل المقاييس لأن تكون دولة سياحية من الطراز الأول. جاء ذلك تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس التنمية السياحة بالمنطقة حفل تدشين برنامج «صيف السعودية 1433» وقال الأمير سلطان بن سلمان: كان تشريف سمو الأمير سطام لهذه المناسبة مصدر اعتزاز لنا جميعًا، وخير داعم لنا في الهيئة ومجالس التنمية السياحية واللجان المشرفة على المهرجانات لإقامة مهرجانات مميزة تسهم في جذب المواطنين إليها، وزيادة الرحلات السياحية في مناطق المملكة». وأكد رئيس هيئة السياحة أنه متفائل بالمرحلة المقبلة للسياحة بما تجده من دعم من القيادة كاشفًا بأن هناك منظومة قرارات من الدولة لدعم السياحة هي الآن في مسارها النهائي. مشيرًا إلى أن ما حدث من تأخير في تطوير السياحة الوطنية سواء في إنشاء الصناديق التمويلية أو القرارات المؤسسية أثر بشكل سلبي كبير على مستوى السياحة ووضع الهيئة تحت الضغط واللوم المباشر والمبرر من المواطنين الذين يتوقون إلى سياحة جاذبة ومتطورة في بلادهم. ولفت سموه إلى أن السياحة ليست قضية مشاريع فقط، بل هناك مرتكزات أساسية، في مقدمتها بناء الوعي بقبول السياحة الوطنية، وهذا بحمد الله تحقق. وأضاف: «ولذلك أنا لا أزعل عندما تُنتقد السياحة الوطنية، وأنا من أكثر من ينتقد السياحة الوطنية، وأسعد لانتقاد السياحة الوطنية لأنه يدل على أن المواطنين متحمسون للسياحة ويريدون أن تكون منافسة، لذلك أنا أريد أن أقول لأخوتي المواطنين بأنني أسعد للنقد، وأريد منهم أن يزيدوا الانتقادات، وهي كثيرة والمجال واسع، لأننا فعلاً متأخرون في تطوير السياحة الوطنية ومقصّرون». وأكد الأمير سلطان على أنه لن يتم تطوير السياحة الوطنية إلا بوجود صندوق أو برنامج تمويل يؤدي إلى أن يجد المستثمرون الإمكانات ليستثمروا ويحصلوا على مردود في وقت أسرع، واطمئنان بأن الدولة معهم في هذا المسار وهذا التمويل. وقال: «نحن رفعنا للدولة لتكوين شركة حكومية تفعّل تطوير الوجهات السياحية والخدمات العامة في السياحة، واليوم ننظر لنجاح تجربة الدولة في إنشاء الشركات الحكومية، ولولا شركة سابك كشركة حكومية لم يكن هناك قطاع مثل البتروكيماويات، أيضًا هيئة الجبيل وينبع شركة متمكنة وقامت بوضع البنية التحتية وتطوير الأراضي والكهرباء والمياه، وكذلك شركة معادن وشركات أخرى. والسياحة الوطنية لا تتطلب استثمارات ضخمة، وفي نفس الوقت تؤدي إلى فرص عمل كبيرة جدًا لا يمكن أن ينافسها أي قطاع آخر». وتابع الأمير سلطان: المواطن يريد السياحة ويضغط علينا لتحقيق متطلباتها ويحق له ذلك، والهيئة أنجزت كل ما يحتاج إليه انشاء صناعة متكاملة بحجم السياحة في المملكة بما في ذلك العمل مع المواطنين وتهيئتهم ليس لقبول السياحة فقط بل والاستفادة منها في الوظائف وإنشاء مشاريع اقتصادية متوسطة وصغيرة تنتج فرص عمل ولا تقتصر على توظيف اصحابها فقط». وأضاف: الآن نقول نحن الحمد الله في المرحلة النهائية، وما تم كثير لكن ما يريده المواطن هو ما نأمل أن يتم خلال السنتين المقبلتين، ونأمل أن يتم اتخاذ جميع القرارات إن شاء الله قبل نهاية هذا العام، نظام السياحة الآن في مراحله النهائية في مجلس الوزراء الموقر، وهناك منظومة قرارات الآن في مسارها النهائي. أنا متفائل، ولو لا التفاؤل ما رأيتموني اليوم بعد 12 سنة من المعاناة، لأنها حقيقة هي قصة معقدة وصعبة، وفقط على المواطن أن يطوّل باله، نحن لا نطوّر مدينة، نحن نطور بحمد الله دولة كاملة فيها مقومات هائلة وملايين السكان، وما يحدث في المملكة اليوم من التنمية لم يحدث في أيّ منطقة في العالم العربي على الإطلاق». وقال الأمير سلطان: إن دراسات مركز (ماس) التابع للهيئة تشير إلى نمو السياحة المحلية 5 % خلال فترة الصيف الحالي مقارنة بالعام الماضي وأشاد سموه بالمستوى الذي وصلت إليه مهرجانات الصيف عبر اعتمادها على شركات متخصصة تحظى بدعم الهيئة وشركائها في المناطق، مشيرا إلى أنه يُنتظر أن يبلغ عدد المهرجانات الصيفية خلال 2012م 27 مهرجاناً ستوفر 3800 فرصة عمل مؤقتة خلال الصيف بمعدل انفاق للزوار 3.300 مليار ريال، مقارنةً ب23 مهرجاناً خلال 2011م وفرت 3200 فرصة عمل بمعدل انفاق للزوار بلغ 3 مليارات. ووفقاً لمركز (ماس) فمن المنتظر أن يرتفع عدد زوار المهرجانات خلال العام 2012 الى 8.800 مليون زائر مقارنة ب 8 ملايين زائر في2011م.