الرياض - جلوي السعدون وعادل الشايم: كثير من القصص تزدحم في ذهن محمد القيعاوي مقتني السيارات الكلاسيكية بمجرد أن يبدأ حديثه عن هذه الهواية وشغفه بها الذي يعود إلى أكثر من 17 عاماً حين اشترى أول سيارة كلاسيكية تعود إلى موديل 1975م. يعلق متذكراً ذلك الموقف كما لو كان قد حدث بالأمس فقط: «كانت السيارة مملوكة للملك خالد، ورغم قيمتها التاريخية فإن ثمنها لم يكن يتجاوز 15000 ريال، وأتذكر أن اسم الفنان طلال مداح المزخرف على كاترج السيارة جذبني أيضاً لاقتنائها». وهذا ليس سوى جانب واحد فقط مما يمكن معرفته في زيارة سريعة لمتحف سيارات شخصي يستحق المشاهدة. بقليل من التأمل في التصاميم العتيقة لذلك الأرشيف من السيارات ستعتقد لوهلة أن إحداها على وشك أن تقلك ذهنياً إلى زمن آخر، في الوقت الذي يتجول القيعاوي بين مجموعته الأثيرة التي تضم 11 سيارة حالياً، فيشير حيناً إلى واحدة من نوع مرسيدس موديل 1953 وهي أغلى سيارة يمتلكها، وقد استخدمها الملك سعود أثناء تعليمه في الكويت، كما استعملت في العروض العسكرية هناك. وفي حين آخر يشير إلى السيارة المفضلة لديه ويقول: «هذه السيارة الكلاسيكية كانت للأمير جابر»، قبل أن يتحدث عن سيارته الكلاسيكية الأقدم وهي من نوع فورد موديل 1928م، وقد أهديت له من صديق قطري يقاسمه هذه الهواية، غير أنها قد لا تستمر طويلاً في هذه الميزة إذا نجح التفاوض الذي بدأه القيعاوي مع صاحب سيارة كلاسيكية يعود تاريخها تقريباً إلى عام 1921 م. هواية كتلك يمكنها أن تحقق فرصة نادرة للاحتفاظ بلحظة الماضي وروحه والاستمتاع بشيء من الخصوصية الجمالية لوسيلة النقل عبر أكثر من مرحلة من تاريخها، وإزاء مكتسبات كهذه فإن محمد القيعاوي لن يتوقف كثيراً عند مصاعب الحصول على كل جديد يتعلق بهوايته قديمة الشكل والمضمون كلياً، ومع مجتمع مصغر من زملاء الهواية وأصدقائها محلياً وخارجياً تصبح فرص اقتناء السيارات الكلاسيكية أكثر سهولة سواء كان ذلك عبر التواصل والتفاوض مع أصحابها الذين يعرضونها على الإنترنت حول المبلغ، أو من خلال المزادات الدولية التي تقام في بعض دول الخليج. تتراوح أسعار السيارات الكلاسيكية ما بين 180 ألف ريال إلى 200 ألف ريال، بل قد تصل أحياناً إلى نصف مليون ريال، إنها المعلومة الأخرى التي يخبرنا بها القيعاوي ولكنها بأيّ حال من الأحوال ليست السبب الذي كان وراء بيعه أغلب السيارات الكلاسيكية التي كان يمتلكها في وقت سابق، وهو مقتنع عموماً بالسبب الفعلي لذلك: «كنت أرغب في الاحتفاظ بمجموعتي كاملة، ولكن عدم وجود معرض يتسع لجميع السيارات دفعني للاستغناء عن بعضها». العوائق التي لا تقل أهمية عن ضيق المساحة قد تتعلق أحياناً بضيق متسع الإجراءات القانونية والنظامية التي لم يعد بإمكانها استيعاب وجود سيارات وضعها التقادم فعلياً خارج نطاق الخدمة: «الإجراءات المرورية معقدة جداً بعد أمر عدم اقتناء السيارات من الموديل القديم ومخالفة سائقها، لكن عشقي للسيارة الكلاسيكية يدفعني للخروج بها متحملاً كامل المسؤولية»، هكذا يقول القيعاوي الذي يدفعه العشق ذاته لبذل مجهود مضاعف في توفير العناية الخاصة التي تتطلبها هذه السيارات من حيث الصيانة والمحافظة، وبالرغم من أنها تخضع لفحص دوري كغيرها من سيارات الأجيال التالية إلا أن الصعوبة البالغة تكمن في إيجاد قطع غيارها قد تدفع هذا المالك الهاوي أحياناً لشرائها من الخارج بأثمان مرتفعة. ويضيف: «سوف أشارك في رالي حائل بعد شهر من الآن، كما شاركت في مهرجانات وطنية من قبل، أتمنى أن تحظى هذه الهواية بقليل من الرعاية والاهتمام سواء من الجهات الحكومية أو التجارية». يتحدث القيعاوي عن آخر نشاطات مجموعة هواة السيارات الكلاسيكية، ويضيف: «نشاط مجموعة هواة السيارات الكلاسيكية هنا بالرياض ليس منظماً ولا نلتقي بشكل مستمر أو دوري»، متطلعاً لاتحاد دولي للسيارات الكلاسيكية ودعم من الجهات المسؤولة وكذلك شركات تتبنى هذه الهواية لما لها من جمهور غير محدود وكذلك يأمل أن تبادر وسائل الإعلام في نشر هذه الهواية وتسليط الضوء عليها بشكل مكثف كما هو الحاصل في المزايين بشكلها العام. وعن الإجراءات القانونية لامتلاك السيارة الكلاسيكية والتجول بها، يقول القيعاوي: «شهادة تقديري هي مشاركة بعض من السيارات التي امتلكها في مسلسلات سعودية وخليجية، وكذلك حصولي على جائزة أجمل سيارة كلاسيكية في مسابقة أم رقيبة».