الموقف في أفغانستان عامل مهم ولكن ليس مسيطراً في العلاقات الأمريكية - الباكستانية، لأن القضاء على خطر الإرهاب الذي يمثله تنظيم القاعدة والجماعات التابعة له في المنطقة يظل الهدف الرئيس للسياسة الأمريكية في المنطقة وأن هذا الخطر ينبثق من الأراضي الباكستانية وليس الأفغانية. لعل أخطر التطورات التي يمكن أن تؤثر على خطط حلف الناتو لسحب قواته من أفغانستان بحلول 2014 مع استمرار حوالي 20 ألف جندي أمريكي للقيام بمهام التدريب في القواعد العسكرية الأفغانية، هو الهجمات التي يقوم بها أفغان تم تدريبهم وتوظيفهم من جانب القوات الغربية. والحقيقة أن مثل هذه العمليات التي يقوم بها أفغان يعملون مع القوات الأجنبية ليست جديدة على الإطلاق. وكان يقال إن مراعاة الأبعاد الثقافية للشعب الأفغاني وزيادة الاهتمام بمراقبة هؤلاء الأفغان يمكن أن يقلل المشكلة إذا لم يقض عليها نهائيا. مهمة التدريب التي تقوم بها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في أفغانستان تواجه نقصاً في الأعداد الكافية من المدربين بالفعل وسوف تجد صعوبة في توفير الأعداد الإضافية المطلوبة أو الإبقاء على المدربين الموجودين بالفعل التابعين لدول أخرى أعضاء في الناتو. المشكلات نفسها ستظهر بالنسبة لقوات العمليات الخاصة التي يفترض أنها ستدرب الشرطة المحلية الأفغانية. فتشكيل هذه القوات الخاصة الأفغانية من الناحية النظرية يعد عنصراً أساسياً في استراتيجية الحكومة الأفغانية من أجل السيطرة على المناطق التي يتم استعادتها من قبضة حركة طالبان. التطورات غير المواتية في أفغانستان تتمثل في العلاقات الأمريكية الأفغانية على المستوى الحكومي. ففي 11 مارس الماضي قال الرئيس الأفغاني قرضاي في مقابلة مع إذاعة أوروبا الحرة إنه مستعد تقريبا لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع الأمريكيين (ذلك في أعقاب اتفاق تم التوصل إليه في وقت سابق لنقل السيطرة على سجن بجرام الأفغاني الموجود فيه حوالي 3000 سجين يعتقد أنهم تابعون لحركة طالبان إلى الحكومة الأفغانية). وفي حين أن قرضاي أوضح إمكانية التوصل إلى هذه الاتفاقية قبل موعد اجتماع دول حلف الناتو في مدينة شيكاغو الأمريكية في مايو المقبل فإنها لن تغطي موضوع استمرار الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان بعد عام 2014. وقال قرضاي إن هذه النقطة تحتاج إلى عام إضافي من المفاوضات. * وكيل وزارة الخارجية سابقاً في باكستان (ذا دون) الباكستانية