وافقت روسيا على العودة إلى أفغانستان بناء على طلب من دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي ساعدت المجاهدين الأفغان على هزيمة قواتها وخروجها من نفس أفغانستان قبل 21 عاما. وستدرب القوات الروسية الجيش الأفغاني ووحدات مكافحة المخدرات، كما يجري معها «الناتو» محادثات حول إمكانية تزويد القوات الأفغانية بطائرات مروحية وتدريب طياريها. ويتوقع أن يتم الإعلان في مؤتمر «الناتو» الذي سيعقد نوفمبر المقبل في العاصمة البرتغالية لشبونة، والذي سيحضره الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، عن توقيع اتفاقية مع روسيا تسمح بنقل الإمدادات إلى قوات الحلف العاملة في أفغانستان عبر أراضيها، عوضا عن الأراضي الباكستانية التي أصبحت عرضة لهجمات طالبان المتكررة. ولكن ماذا ستحصل عليه روسيا في المقابل؟ لقد تخلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن نظام الدرع الصاروخي في بولندا والتشيك مقدما، وحصلت موسكو على وعد بالتشاور معها حول أي برنامج بديل. وتريد موسكو أيضا من الناتو أن يقبل بوجود القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، حيث بقيت مرابطة هناك بعد انتهاء الحرب التي اندلعت بينها وبين جورجيا قبل سنتين. ولكن المشكلة أن أمريكا وحلفاءها الأوروبيين يرون أن احتلال أجزاء من دولة عضو في الحلف ليس شيئا يمكن الحديث فيه عن حلول وسط. وسحب الروس بعض قواتهم من جورجيا وأعلنوا أنهم لن يعززوا تلك الموجودة في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية. وفي الوقت نفسه سعوا مرارا لإبعاد الأزمة الجورجية من معاهدة الأسلحة مع حلف الناتو. وطلب وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من الحلف أن يكف عن نشر «قوات عسكرية كبيرة» للدول التي انضمت إلى الحلف بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في 1991، «وجودها لن يفضي إلى علاقة تقوم على الثقة». ومن المؤكد أن يؤدي هذا الضغط من موسكو إلى احتجاجات من الدول الأعضاء الجدد في أوروبا الشرقية. ويخشى البعض أن تستغل حركة طالبان موضوع عودة روسيا إلى أفغانستان بسبب الحساسية التي يشكلها ذلك لدى المواطنين الأفغان الذين ترتبط روسيا في ذاكرتهم بأحداث أليمة.