السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد: نشرت جريدة الجزيرة في عددها رقم (14407) تقريراً موجزاً أشار فيه الأستاذ عبد الله عكور إلى عدد من الآبار المكشوفة في قرية وعلان في محافظة جازان ومدى خطرها على الأطفال بصفة خاصة، حيث يصل عمقها إلى ثلاثين متراً وعرضها قرابة المترين.. وبعضها داخل المنازل وخارجها أي أن هذه الآبار المكشوفة داخل النطاق العمراني وتتوزع في القرية بصورة عشوائية.. بسبب أنها مصدر الشرب الوحيد في الوقت الحاضر لسكان القرية بعد أن انقطع عنهم منذ مدة ماء مشروع السقيا.. وقد ذكر الأستاذ عبد الله أن بعض هذه الآبار قديم جداً ويصل عمره إلى عشرات السنين.. وأن أهالي القرية يناشدون وزارة المياه الإسراع في إنجاز مشروع السقيا.. وقد وجد هذا النداء صدىً من خلال تأكد الناطق الإعلامي بمصلحة المياه بالمنطقة إلى وجود بئرين جاهزتين لسقيا سكان القرية.. وهذا أمر جيد أن يتجاوب المسئول سريعاً وأن تصل المياه الصحية إلى منازل هؤلاء المواطنين عبر المواسير.. ولكن يبقى ضرورة أن تقوم البلدية والجهات المختصة بدفن وردم هذه الآبار حتى يزول خطرها عن الجميع.. أما الأمر الآخر لتعليقي على هذا التقرير فهو أنني قبل أسابيع راجعت مدينة الملك سعود الطبية في الرياض (مستشفى الشميسي سابقاً) فرأيت فتحة خزان ماء قريبة من باب قسم المختبر وجزءٌ منها مفتوح وتخرج من الفتحة ماسورة شفط (دينمو) وأظنها لسقيا الزرع.. وقد تكرّر هذا المشهد حين زرت المشفى قبل أيام.. وأعتقد أن هذا يمثِّل خطراً على الأطفال على وجه الخصوص في حال اقترابهم من الفتحة أو عبثهم بالدينمو الموصول بالكهرباء.. وفيه خطر أيضاً على الرجال والنساء في حال سار أحدهم على غطاء الفتحة فانهار تحت ثقله.. خاصة أن هذه الفتحة توجد في ممر ضيق يمر به الرجال والنساء والأطفال.. وما دام الحديث عن مدينة الملك سعود الطبية.. فقد استغربت حين رأيت أنه افتتح داخل أسوارها قبل أشهر مقهى شهير يقدم المشروبات المليئة بمادة الكافيين والسكر المضرين بالصحة.. وقبل ذلك كنت أرى محلاً في المستشفى يقدم المشروبات الغازية والشيبس، وآخر يبيع الحلويات والشكولاتات التي يتسابق الزوار لشرائها لكي يقدموها هدايا لمرضاهم.. رغم منع إدارة المستشفى لذلك.. وهذا قمة التناقض. وأخيراً ما أؤمن به أن المستشفيات والمدارس بالذات لا بد أن تخلو بيئتهما من مثل هذه المواد.. على اعتبار أنهما المكان المثالي للإرشاد والنصح والقدوة الحسنة. والله من وراء القصد. علي بن زيد القرون / حوطة بني تميم