أوجد الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذه الأرض وأوكل إليه عمارتها وبناءها ولم يتركه سدى منذ أن خصّه بهذه الأمانة العظيمة فبعث الله تعالى الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين وخصّ هذه الأمة بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم، الهادي البشير والسراج المنير تركنا على المحجة البيضاء ورسم لنا طرقاً ومناهج أضاءت للبشرية جمعاء سبل الهداية والرشاد فقد حققت الأمة الإسلامية أوج عظمتها في جميع المجالات صناعة، وتجارة، وعلم، وطب، وقيادة، وسياسة عندما سارت على المنهج الصحيح. لذا حرصت هذه الدولة المباركة منذ نشأتها في عهد المؤسس الأول إلى الاهتمام بتصحيح عقيدة الفرد وتنميته في جميع الجوانب بوضع الخطط التنموية ومتابعة تنفيذها إلى يومنا هذا حيث حرصت الحكومة الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين إلى زيادة الميزانيات لتحقيق الرفعة والمكانة للمواطن، ويتطلب هذا الاهتمام من الدولة المباركة الدور الإيجابي من المواطن الذي خصّه الله بالعيش في هذه الأرض المباركة ولتوضيح هذا الدور تعقد هذه الورشة في بناء الإنسان الذي يُعوّل عليه للقيام بدوره الحقيقي الذي حباه الله سبحانه وتعالى به ليكون خليفته في الأرض، وهذا الدور يتطلب أن يكون الإنسان قوياً أميناً ليقوم بواجباته ففي الآية الكريمة يقول تعالى: {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، لذا حرصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على الاهتمام بالمنبر فشكَّلت لجاناً استشارية في كل منطقة لاختيار الخطباء بكل دقة وعناية لتكون خطبة الجمعة على المنهج النبوي الكريم. وهذه الورشة المباركة التي ينظمها فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل وحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ما هو إلا دليل على الاهتمام الكبير الذي يوليه المسؤولون في هذه البلاد المباركة لما فيه صلاح الفرد والمجتمع والحرص على إبراز وتأكيد الدور الهام الذي يؤديه منبر الجمعة وبيان مسؤوليته في توجيه أفراد المجتمع ليكونوا فاعلين ومؤثرين وإيجابيين حيال جهود الدولة التنموية في مختلف القطاعات، وشحذ الهمم وترك الاتكالية واليأس والتشاؤم وبث ثقافة الفأل الحسن. والمساهمة في البناء الفكري للإنسان السعودي المسلم ليكون صورة مشرقة للنهضة التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية ودعم الخطاب الديني المتوافق مع منهج الوسطية والاعتدال. وتشجيع وتطوير وتنويع مجالات الشراكة المجتمعية بين منبر الجمعة والقطاعات الحكومية، والخاصة.. لتناول القضايا التي تخدم الوطن وتصب في صالح المواطن وتشجيع المبادرات الهادفة للأئمة والخطباء لتطوير الأداء وابتكار المشاريع الإبداعية، والمشاركة في دفع عجلة التنمية والتطوير في ظل المشاريع الجبارة المعتمدة وبخاصة ما حظيت به منطقة مكة من النصيب الأوفر لاحتضانها الكعبة المشرفة قِبلة المسلمين. مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية في منطقة مكة المكرمة