قال مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في منطقة مكةالمكرمة عبدالله بن عبدالعزيز الناصر، بمناسبة ورشة (المسجد وخطبة الجمعة - المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان) أوجد الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذه الأرض وأوكل إليه عمارتها وبنائها ولم يتركه سدى منذ أن خصه بهذه الأمانة العظيمة فبعث الله تعالى الأنبياء والرسل مبشرين ومنذرين وخص هذه الأمة بخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم ، الهادي البشير والسراج المنير تركنا على المحجة البيضاء ورسم لنا طرق ومناهج اضاءت للبشرية جمعاء سبل الهداية والرشاد فقد حققت الامة الإسلامية أوج عظمتها في جميع المجالات صناعة ، وتجارة وعلم وطب ، وقيادة ، وسياسة عندما سارت على المنهج الصحيح. لذا حرصت هذه الدولة المباركة منذ نشأتها في عهد المؤسس الأول إلى الاهتمام بتصحيح عقيدة الفرد وتنميته في جميع الجوانب بوضع الخطط التنموية ومتابعة تنفيذها إلى يومنا هذا، حيث حرصت الحكومة الرشيدة في عهد خادم الحرمين الشريفين إلى زيادة الميزانيات لتحقيق الرفعة والمكانة للمواطن، ويتطلب هذا الاهتمام من الدولة المباركة الدور الإيجابي من المواطن الذي خصه الله بالعيش في هذه الأرض المباركة، ولتوضيح هذا الدور ، كما لا يخفى علينا الجهود التي يبذلها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة - حفظه الله - في بناء الإنسان والمشاركة في التنمية ، واهتمامه الملحوظ بدور المسجد ومنبر الجمعة وحرصه الشديد على أن تعقد هذه الورشة في بناء الإنسان الذي يُعول عليه للقيام بدوره الحقيقي الذي حباه الله - سبحانه وتعالى - به ليكون خليفته في الأرض، وهذا الدور يتطلب أن يكون الإنسان قويًّا أمينًا ليقوم بواجباته، ففي الآية الكريمة يقول الله تعالى: (إن خير من استأجرت القوي الأمين). لذا حرصت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على الاهتمام بالمنبر، فشكلت لجان استشارية في كل منطقة لاختيار الخطباء بكل دقة وعناية؛ لتكون خطبة الجمعة على المنهج النبوي الكريم. وهذه الورشة المباركة التي ينظمها فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل ، وحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ - ما هو إلا دليل على الاهتمام الكبير الذي يوليه المسؤولون في هذه البلاد المباركة لما فيه صلاح الفرد والمجتمع، والحرص على إبراز وتأكيد الدور المهم الذي يؤديه منبر الجمعة، وبيان مسؤوليته في توجيه أفراد المجتمع ليكونوا فاعلين ومؤثرين وإيجابيين حيال جهود الدولة التنموية في مختلف القطاعات، وشحذ الهمم وترك الاتكالية واليأس والتشاؤم، وبث ثقافة الفأل الحسن. والمساهمة في البناء الفكري للإنسان السعودي المسلم؛ ليكون صورة مشرقة للنهضة التي تعيشها المملكة في المجالات الاجتماعية والعلمية والاقتصادية، ودعم الخطاب الديني المتوافق مع منهج الوسطية والاعتدال. وتشجيع وتطوير وتنويع مجالات الشراكة المجتمعية بين منبر الجمعة والقطاعات الحكومية، والخاصة؛ لتناول القضايا التي تخدم الوطن وتصب في صالح المواطن، وتشجيع المبادرات الهادفة للأئمة والخطباء؛ لتطوير الأداء وابتكار المشروعات الإبداعية، والمشاركة في دفع عجلة التنمية والتطوير في ظل المشروعات الجبارة المعتمدة، وخاصة ما حظيت به منطقة مكةالمكرمة من النصيب الأوفر لاحتضانها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين. ولا يفوتني في هذا المقام أن أتقدم بالشكر الجزيل لصاحب السمو الملكي أمير منطقة مكةالمكرمة على رعايته الكريمة لهذه الورشة واهتمامه الشخصي بها ، ودعمه المستمر لأعمال فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة ، والشكر لصاحب المعالي وزير الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد لتشريفه بالحضور لهذه الورشة واهتمامه ، ومتابعته المستمرة لأعمال الفرع .. وفي الختام الله أسأل أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان ، وأن يحفظ ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده . انه ولي ذلك والقادر عليه.