الزميل النشط الفنان الشاعر عثمان الخزيم فنان كالعطر ينثر شذاه قبل وصوله،ويعشق الفن التشكيلي حتى العظم ويتنفس فيه كما هي فرشاته عندما تلامس نبض ألوانه فيحيلها الى أنغام مرئية أستلهمها من أعماق الوطن, هذا المبدع يتواصل معنا اليوم عبر رد رائع كصاحبه يبث فيه صدق علاقته بهذا الفن تلك العلاقة النابعة من حب الوطن وأن كل ما نحمله أو نتحمله هو لهذا الكيان ومن فيه قيادة وشعبا, هذا الرد الصادق تفاعلا مع ما طرحناه حول قضية احتضار الفن التشكيلي في الرياض وتحديد الفنانين المتهمين بالتراجع في العطاء - في عدد الخميس29/رمضان تحت عنوان الفنانون في قائمة المتهمين بالتقصير, مازال الفن التشكيلي في الرياض يحتضر - ونحن سعداء بهذا التواصل مع من عنيناهم كرواد ومبدعين في هذا الفن في الرياض فان الأيام القادمة تحمل الكثير من الردود. ثلاثون عاما,,من الرسم والشعر والبحث,, تشربت رئتي بالزيت واختنقت بدخان الحلم والألوان. أرق,,أرق,,أرق حتى طحت منهكا ما بين الألوان وبين الورق,, أحببت الناس حتى العظم,,, تراقصت في القلوب على بياض,, ثلاثون عاما في يدي اليمنى فرشاة وفي اليسرى نفق عفوا, شفق,,,, ثلاثون عاما احاول استراق الصمت من الشمس وحبة الزيتون السوداء من كف الظلام,, عشق الجمال يملأ الوريد وحب الناس هو رأس المال والرصيد، ثلاثون عاما ودمعة العين في عيني يسرح معها القريب مني ويشتاق الى سماعها البعيد ثم ماذا,,؟,, ثم ماذا,,؟ طوقني الحب والتقدير من البسطاء في كل صباح من صباحات نجد الجميلة أجد أمامي في منصة الشارع وردة عليها بطاقة من قلب يشاركني حب هذا الجمال النقي "جمال الانسان الأصلي",,, ثم ماذا,,؟ الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله حتى تصبح شفتي ورقة,,, ألف,, ألف الحمد لله. بعد هذا ما الذي تريدون من فنان تشكيلي رصيده فقر ويده مقطوعة ولديه جمعية للثقافة والفنون لم تتكرم عليه ولا على زملائه بمكان ثابت لعرض الأعمال الفنية التشكيلية,,, الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بكل امكاناتها المتاحة والدعم السخي الذي حظيت به لم تستطع توفير مساحة أربعمائة متر مربع ولو حتى من خلال أحد المنشآت الضخمة التي تزين صدر الرياض فاتنة الصحراء. نحن الفنانين التشكيليين السعوديين ما الذي تقدمه لنا الجمعية,, اننا نعيش بلا حماية ثقافية ولا حتى ضمان صحي نعم تصوروا حتى الدواء بعيد عن امكانياتنا واتذكر جيدا عندما مرضت والدتي - يرحمها الله ويسكنها فسيح جناته - طرقت كل الأبواب نحو علاجها لكن دون فائدة حتى وصلت الى باب مفتوح للخير يدخل منه الصغير والكبير، الغني والفقير باب ابن الرياض البار والرائد الحقيقي لثقافتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسدد خطاه جزاه الله عنا ألف خير وفعلا لم تمسح دمعة المشوار الطويل سوى يده الكريمة وهذا ليس غريبا ولا جديدا في مسيرة رجل صالح سخر كل امكاناته لفعل الخير. ماذا تريدون من الفنان التشكيلي في ظل هذه الهزيمة التي يشعر بها من كل الظروف التي يعيشها,, عفوا لم يبق سوى أن يقف الفنان التشكيلي شحاذا على باب أحد رجال الأعمال ليتكرم عليه بمبلغ زهيد من المال لكي ينظم معرضه ويطبع له كتيبا صغيرا ويعلق لوحاته في أي مكان ويفتتح المعرض ليستفيد رجل الأعمال هذا من الضوء الاعلامي للمعرض ويحترق الفنان بتسديد فواتير البراويز والأدوات الفنية. أنا هنا لا أطلب المساعدة من أحد ولا أطلب الرد من الجمعية التي أعرف جيدا انها سترد وهذه هي عادتها السخية أمام أي موضوع ينزل في الصحافة ولكن هو سؤال واحد ونحن أمام الرياض عاصمة الثقافة كيف حال الرياض الآن وهي بلا صالات عرض متخصصة وأين مكتبة الجمعية,,؟ وأين مسرحها,,؟ ثم أود أن أوضح أن المطلوب من الفنان التشكيلي هو لوحته بمعنى ليس مطلوبا منه الا أن يرسم أما ما بعد ذلك من نشاط فهناك آ رون معنيون بتنظيم هذا ولكي تخرج هذه الأعمال الفنية للناس يجب أن يتحرل المعنيون بهذا النشاط بكل جيد ومنظم لتصبح الرياض واجهة ثقافية وفنية تليق بطموحاتها وطموحات القيادة الحكيمة للثقافة والفن التي يقود مسيرتها أمير الشباب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد - حفظه الله - ونحن في انتظار رياض الثقافة أن تكون بحجم آمالنا وتطلعاتنا. والله المستعان