نظمت جمعية (جسفت) معرضًا فنيًا لأعمال الفنان التشكيلي الراحل فهد الحجيلان بالرياض تكريمًا لمسيرته الفنية، وقد افتتحه الدكتور عبدالعزيز السبيل رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وأمين عام جائزة الملك فيصل في مقر الغرفة التجارية بالرياض مساء الأربعاء الماضي وذلك ضمن مبادرة الجمعية العربية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) (ويستمر الوفاء)، تكريماً وتخليداً لفناني السعودية التشكيليين الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ الحركة التشكيلية السعودية. ويعد تكريم الحجيلان هو الأول في سلسلة ضمن معارض فنية عدة مستقبلية تسعى من خلالها (جسفت) إلى تحقيق رسالتها في خدمة الفن التشكيلي السعودي وفنانيه وتحقيق اهدافها بدعم الحركة التشكيلية السعودية وفنانيها، وتنمية الوعي الفني والإبداعي لدى المجتمع المحلي. وحوى المعرض اكثر من 30 عملاً لاعمال الحجيلان -رحمه الله- الفنية بعضها يعرض للمرة الأولى، كما تضمن حفل التكريم الذي قدمته الاعلامية المتميزة الأستاذة فاطمة العنزي (عرضا لفيلم وثائقي عن الراحل ومسيرته الفنية، بجانب أمسية ثقافية حوارية بعنوان (ويستمر الوفاء) أدارها الأستاذ يحيى زريقان تحدث فيها كل من الفنان التشكيلي أ.على الرزيزا والفنان التشكيلي أ.فهد الربيق والأستاذ يوسف المحيميد وهي شخصيات ذات علاقة بالفنان الراحل مستعرضين مراحل مسيرته التشكيلية وقراءة نقدية لاعماله. وحضر حفل الافتتاح الذي التزم بالبروتوكولات الاحترازية لوزارة الصحة المعمول بها لجائحة «كورونا» في الالتزام بالعدد المحدود في الحضور والتباعد الاجتماعي مجموعة من ذوي الاهتمام بالفن التشكيلي وأسرة الفنان الحجيلان يتقدمهم ابنه عبدالرحمن الذي عبر للاعلام عن سعادته وشكره لراعي الحفل ولجمعية (جسفت) على تكريمهم لوالده وتنظيم معرض إحياء لذكراه وتخليدا لما قدمه خلال مسيرته الفنية. وأوضحت د. منال الرويشد رئيس مجلس ادارة (جسفت) أن المعرض يأتي ضمن مبادرة (جسفت) (ويستمر الوفاء) في تكريم والاحتفاء بفناني المملكة التشكيلين الذين اثروا الحركة التشكيلية وتركوا بصمة فنية لن تنسى وتعّلم للجيل القادم من شباب الوطن المبدعين وتظل مرجعا مهما في تاريخنا الفني . وأضافت د. منال: (أصالة عن نفسي و نيابة عن أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الجمعية والهيئة الإدارية أتقدم بالشكر الجزيل لسعادة الدكتور عبدالعزيز السبيل على تكرمه وحضوره رغم كثرة مشاغله العملية فالسبيل دعم إنشاء جمعية جسفت من موقعه الإداري في وزارة الثقافة والإعلام آنذاك وهو قامة وشخصية يقدر المبدعين ويقدرونه ويقدر ابداع فهد الحجيلان -رحمه الله- الفنان التشكيلي المبدع إبداعه سابق لعصره كما أن الجمعية أحدى ثمار زرعه الذي تتشرف به جسفت أن يشاركها مبادراتها النوعية في خدمة الفن التشكيلي السعودي وفنانيه، ولا أنسى دور غرفة الرياض التجارية واشكر رئيس ومجلس الادارة للغرفة على تعاونهم ودعمهم للجمعية في المشاركة باقامة مثل هذه الفعاليات التي تخدم المجتمع السعودي في مختلف المجالات٬ كما اشكر جميع الجهات الداعمة وكل من حضر واهتم وساهم بإنجاح دور الجمعية لاقامة هذا الحدث المهم. عن تجربة الراحل قالوا: فخور بأبي في البداية تحدث إلينا عبدالرحمن ابن الراحل فهد الحجيلان - رحمه الله- حيث قال: يعتبر والدي أحد أهم وأبرز من أنجبته الساحة التشكيلية السعودية وهو أحد رموزها المبدعين، له حضوره المؤثر وبصمته الخاصة، اعطى الفن بصدق ورحل وهو في قمة عطائه٬ أقام العديد من المعارض الشخصية في مختلف أنحاء المملكة ومثل المملكة العربية السعودية في كثير من المحافل والمعارض الجماعية في الخارج وله العديد من المقتنيات داخل المملكة وخارجها لدى كبار الشخصيات من متذوقي الفن، فاز بالعديد من الجوائز وستبقى اعماله خالدة، وعلى الصعيد الإنساني فهو الأب الحنون والمعلم النافع والصديق المخلص تعلمت منه حب الخير والإحسان، زرع فينا كل ماهو جميل٬ كم هو مؤلم رحيله لكنه باق في ارواحنا. معلم وملهم وتقول دكتورة هناء راشد الشبلي فنانة تشكيلية، ومديرة إدارة التخطيط وإدارة فروع جسفت: إن من أصعب الأمور على النفس الكتابة عن شخص يُعد معلمك وملهمك ورحل عنك تاركاً لك الكثير من الذكريات والتساؤلات، عرفت الفنان «فهد الحجيلان -رحمه الله- في بداياتي الفنية بالرياض كفنان تشكيلي يعرض أعماله الفنية، وناقشته كأستاذ علمني الكثير من خبرته، فأصبح لي نافذة على العالم الخارجي في وقت لم يتح لنا فيه مثل هذا الانفتاح العلمي والثقافي الذي نعيشه الآن، هذا التواصل لم ينقطع حتى بعد انتقاله لجدة فكنا نزور مرسمه ومعارضه الفنية، وأتاحت لنا وسائل التواصل الالكتروني مثل «الفيس بوك» «والانستغرام» استمرار تواصلنا به افتراضياً، فكنا نقرأ أخباره ونتابع أعماله الفنية ونشاركه بوحه في نصوصه الأدبية. تضيف الدكتورة هناء: ( هو الأستاذ المميز الذي علمني بكل أريحية وكرم، كيف أرى الفن بعين الفنان الخبير ومتى أطبق بعض المصطلحات التي قرأتها بكتب دراسة الفن وما هي المفاهيمية الحقيقية التي أرى صور روادها وأعمالهم في الكتب وأين أجد الشغف الفني الذي يغذي الروح. كان رحمه الله ثري بالمعرفة وغني بالخبرة وداعم لدور المرأة بالمجتمع ومشجّع لفنِها، ويتميز بالكرم والعطاء فلا يبخل بمعلومة أو يتوانى عن إهداء إحدى لوحاته لو شعر بإعجابهم بها٬ فقد كنت أردد على مسامعه: « أنت فنان سابق لعصرنا «فيبتسم بهدوء وبساطة، كان يتسم بها دوما ولكن هذا الهدوء لا نراه على سطح لوحاته التي تتميز بالحيوية والنشاط والديناميكية فكل منا لديه نقاط قوة ونقاط ضعف تجتمع في شخصيته وتؤثر على سلوكه عند مواجهة مواقف الحياة لكن أستاذي فهد الحجيلان -رحمه الله- لم يسمح لأي ضعف أن يثنيه عن استمرار مسار حياته أو توقف فنه، بل استثمر هذه المشاعر في إطلاق مكنوناته وتعبيراته الفنية على لوحاته، فعمل على إبراز قوة عناصره ورموزه الخاصة، وتحكّم في سيادة اللون الواحد بكل إبداع وتلاعب بالفراغ بكل تمكّن وخبرة، مما يجعل المتلقي مذهولاً أمام هذه البساطة والتلقائية وفي حالة استكشاف دائم لأسرار لوحاته وصياغة معانيها ومحاولاً التواصل بعمق مع عالمه. المثير للتساؤل لقد قدم خلال مراحل حياته مجموعات فنية كثيرة ومتعددة تختلف باختلاف تجربته وترك للعالم رسائل فنية تتضمن الجمال والسلام والحب فقد كان يردد: «كلما زادت مساحة الجمال والخير كلما قلت مساحة القبح والشر فهذا التكريم هو دعوة جديدة للدخول إلى عالم الفنان الراحل والاحتفاء بهذا الإبداع الفني والفكر الرصين وتأمله بعقل مفتوح مع فخر كبير بهذه القامة الفنية التي رحلت باكرا). أيقونة مختلفة وبدوره يقول فهد الربيق المستشار في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية: (من بوح ذكرياتنا معاً في سنوات دراستنا في معهد التربية الفنية بات علاقتنا في صف واحد وتطورت الى صداقة، كان يسكنه الهدوء والجدية والعمل بشغف وحب كبير للرسم وحرص على اكتساب الخبرات الثرية من أساتذتنا الكبار، كان محباً للحوار والبحث بين الريشة واللون، وكانت علاقتنا تمتد إلى مابعد اليوم الدراسي إلى عملنا في مرسمي وفي بيت اسرته نحتفي بالرسم والتجريب مسافة لتلاقي صداقتنا بعد التخرج بدأ العمل في مرسمه بجدية وعطاء الى جانب عمله كمدرس تربية فنية ثم عمله كرسام في جريدة الرياض والجزيرة وكذلك المشاركة في معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب داخل وخارج المملكة، أثبت من خلالها حضوره في هذه المرحلة وأخرجت أجمل مالديه وانعكست ثقافته وتجربته الصحفية وما يكتبه من شعر على فضاء لوحاته، مرت أعماله بمراحل متعددة نراها كسلم موسيقي بين السهل الممتع (رسم الخيل بتجريد انطباعي ورسم المرأة في مراحل مختلفة والحمام بسكونه يعبر عن السلام بداخله فنان معطاء لمن حوله يقدم العون لكل من يمتلك موهبه اتفق الجميع على محبته ونقاء سريرته وشجاعة طرحه، فهد الحجيلان ايقونه مختلفة، فنان يستحق الاحتفاء به في حياته و بعد رحيله موجود في قلوبنا بثراء ابداعه٬ مرحله جميله في حراك الفن السعودي ليبقى الأثر. شكراً لجمعية الفنون التشكيلية (جسفت) لهذا الإحتفاء والتكريم للفنان فهد الحجيلان رحمه الله والشكر موصول لرئيسة مجلس الإدارة د. منال الرويشد على هذا الوفاء والتقدير للفنان بعد رحيله). رحل ليبقى خالدا وتقول الفنانة عائشة الحارثي: عاش في عالم الفن الراقي النقي في الضوء، كالبياض الذي اتشحت به لوحاته، وملامح شخوصه المترفعه الشامخه، ورحل ليبقى عالمه خالداً من بعده مكتوباً باسمه مجدداً لمواثيق عهده «ان لابقاء سوى للأقوى وأن للعطاء ثمره لاتفنى، بوفاء من يستحق الوفاء تكاتفت جهود قلوب صافيه وأيادي بيضاء لتكريم الفنان فهد رحمه الله ،له من الجميع دعوات بحجم إبداعه وشفافيته وعمق إحساسه الفني وحسن تعامله مع من حوله. محطات الراحل ولد الفنان الراحل فهد الحجيلان في بلبيس بمحافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية، عاش فيها طفولته مع والدته، ثم انتقل إلى المملكة ليعيش فيها حتى وفاته في 30 مارس 2018م. في العام 1979م حصل على دبلوم في التربية الفنية بدرجة الامتياز في الرسم والتصوير٬ وعمل مدرساً لمادة التربية الفنية منذ 1979م وحتى 1999م. عمل أخصائياً للتربية الفنية في برنامج الكشف عن الموهوبين 1999م. عمل رساماً في الصحافة 1979م وحتى 2002م. عمل مصمما في بعض الصحف والمجلات. صمم ونشر بعض لوحات على أغلفة بعض الإصدارات لمجموعة من كبار الكتاب والشعراء العرب. عضو لجان التحكيم في بعض المعارض والمسابقات المحلية. المعارض والمشاركات بدأت مشاركاته في العام 1976م أثناء دراسته بمعهد التربية الفنية واستمر في المشاركات في مراحل حياته حيث شارك في العديد من المعارض الجماعية للرئاسة العامة لرعاية الشباب وجمعية الثقافة والفنون وأتيليه جدة وبعض المعارض التي تنظمها بعض الصالات الخاصة لكنه توقف عن المشاركات وأقتصر عرض أعماله في أتيليه جدة أو الفن النقي في الرياض. مثل المملكة في الكثير من المناسبات والمعارض والبيناليات في العديد من دول العالم عرض أول مجموعة من مشروعه التشكيلي العام 1992م. عرضت أعماله في المتحف الصيني في شنغهاي في الصين. الجوائز حصل على العديد من الجوائز ودروع التكريم في مشاركاته حيث: حصد الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر العام 1980م. جائزة معرض المقتنيات العام 1982م. جائزة مسابقة السفير الثانية العام 2007م. الراحل فهد الحجيلان