في الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول لعام ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثين من الهجرة النبوية توفي إلى رحمة الله الأخ الدكتور أحمد بن علي الشرفي الأكاديمي الأديب بجامعة الطائف، وتعتبر وفاته خسارة للعلم والأدب وطلاب الجامعة والأسرة والأصدقاء. وتمتد معرفتي بالأخ الدكتور أحمد لما يزيد عن أربعين عاماً؛ حيث نشأنا في حي واحد بالطائف وتعلمنا من والده -رحمه الله- الأستاذ علي الشرفي في المعهد العلمي بالطائف؛ أنا ومجموعة من الأصدقاء، وعلى رأسهم الأخ الصديق الأستاذ الدكتور عبد الرحمن العارف حب العلم والأدب. وقد نشأ الدكتور أحمد في بيت علم وأدب وله من المزايا والصفات ما يحتاج القارئ الكريم لعرضها لأن فيها دروسا وعبرا، ومن أهمها: 1- الصبر والاحتساب والإيمان بقضاء الله وقدره؛ فمنذ تعرضه لإصابة في ظهره في صغره، وما ترتب عليها من مضاعفات في القلب والرقبة وهو يحتسب ذلك عند الله صابراً محتسباً لم يبد يوماً تضجرا أو تبرماً اعتراضاً أو يأساً أو تشاؤما، بل كان دوما شديد التفاؤل والأمل بنعم الله وفضله وبحلاوة الحياة وطعمها وبالعمل والبناء والإنتاج. 2- العصامية والاعتماد على النفس في التعليم وأعتبره نموذجيا في هذا الخصوص والمواصلة حتى حصل على الدكتوراه في الأدب من جامعة أم القرى مع مرتبة الشرف والتوصية بطباعة الرسالة وتداولها (وكان عنوانها: البحر في الشعر السعودي الحديث) بل واستمر في البحث والإنتاج حتى حصل على رتبة أستاذ مشارك وهو تحت أشد لحظات المرض والإنهاك ويالها من عصامية. 3- حب الوطن والناس وخدمتهم، وقد ضرب في ذلك مثلا من خلال أعماله الادارية الأكاديمية في جامعة الطائف في رئاسة قسم الأدب أو عمادة المكتبات أو خدمة الطلاب وأولياء أمورهم أو تواصله مع أصدقائه وأقاربه. 4- حسن تربيته لأبنائه؛ حيث نشأهم النشأة الصحيحة التي تعلمها من دينه من خلال والده انعكست في برهم له ووقوفهم علي رعايته والاهتمام به في كل لحظات حياته. فهنيئاً لمن كانت هذه صفاته وسماته أو بعضها. وأسأل الله لصديقنا الحبيب الدكتور أحمد الشرفي الرحمة والمغفرة وحسن المثوبة على صبره وعطائه للعلم والوطن، وأن يعوض أسرته وأصدقاءه خير عوض إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وإنا لله وإنا إليه راجعون. - عميد كلية التربية بجامعة أم القرى