توفي إلى رحمة الله في يوم الخميس الموافق الثالث من شهر ذي القعدة لعام ألف وأربعمائة وثلاثين من الهجرة النبوية علم ورجل من رجال الوطن الكبار الذي اخلص لدينه ووطنه وربى جيلاً من الشباب والرجال في الوطن خير تربية لتحمل المسؤولية والعطاء على أفضل وأكمل صورة.ومهما اكتب الآن في هذا الرجل وسجله الحافل فلن أوفيه حقه , فما أنا إلا احد الألوف الذين يعرفونه وتأثروا به والناس شهداء الله في الأرض وقد اتضح ذلك جلياً في الصلاة عليه ودفنه وتعزيته رحمه الله . معرفتي بالشيخ تمتد لأكثر من ثلاثين عاماً حين يتردد عليه ويتردد هو على العم سعد بن حامد رحمه الله في الطائف وبالذات في أوقات الصيف كما ازدادت المعرفة أكثر من خلال العلاقة الوطيدة مع أبناء العمومة الشيخ زايد والشيخ فايز أبناء احمد الحارثي ثم ازدادت أكثر وأكثر بالزمالة والصداقة مع شقيقة الأستاذ عبد الرحمن الذي تزاملت معه طيلة دراستي لمرحلة البكالوريوس وامتدت مع الأخ الصديق الدكتور عبد العزيز الذي تزاملت معه في البعثة وبعدها وأخيراً مزاملتي لمعالي الأخ الأستاذ الدكتور محمد الذي عملت معه وتحت إدارته بكل شرف وفي كل المواقف والعلاقات مع الأخوة الأشقاء للشيخ فراج تعمقت معرفتي بالشيخ وعرفت العديد من الخصال عنه أود الآن أن أورد بعضاً منها: أولا: شخصيته الاداريه الفذة التي تجسدت في عمله رئيسا لفرع الهيئات بمنطقة مكةالمكرمة وقدرته على إدارة الرجال التابعين له بكل محبة وقدوة صالحة ووسطية يشهد بذلك كل من عمل معه أو تحت إدارته. ثانياً:حضوره الاجتماعي والوطني والإنساني المميز فقد كان يرحمه الله يلبي معظم أو كل المناسبات التي فيها تعاطف وتراحم وصلة وتواصل مما زاد من محبة الناس له وتأثرهم به. ثالثاً:غيرته الدينية والوطنية المعتدلة التي يلمسها كل من عرفه في أمور الدين والدنيا رابعا: سماحته وطيب معشره فقد كانت الابتسامة تلازمه ولا تفارق حضوره في كل مناسبة وموقف وفي ذلك تطبيق عملي لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (تبسمك في وجه أخيك صدقه).. أو كما قال عليه الصلاة والسلام. خامسا: مساهماته في أعمال الخير والتوفيق بين الناس فقد شهد له بالكثير من التدخلات والشفاعات بين الناس ولأجل الصلح بينهم. سادساً: صبره على البلاء وإرادته المميزة والتي يشهد بها كل من عرفه وأنا اشهد أنني في آخر زيارة له قبل سفري لألمانيا بأيام وقد كان في اشد حالات المرض مبتسما صابرا بل كان يسألني عن بعض الأقارب صحتهم وأحوالهم وكأن ليس به شيء. سابعاً: حسن تربيته ورعايته لإخوانه وأبنائه الذين برزوا وتحملوا المسئوليات العليا في البلد هذا فيض من غيض عن الشيخ فراج العقلا العالم المربي رحمه الله رحمة واسعة والهم أهله وذويه وأصدقائه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.