طرح عدد من المسؤولين المشايخ القائمين على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات رؤاهم وأفكارهم حول الوسائل المثلى لتبليغ الدين الإسلامي، وكيفية الاستفادة من الوسائل العصرية المرتبطة بتطور وسائل الاتصال المتنوعة؛ وبالتالي استثمار تلك الأساليب والوسائل للوصول إلى أفضل النتائج في إيصال هداية البلاغ والبيان التي تحقق لدين الله العزة والانتشار. الأثر الكبير ويبيّن مدير المكتب بالهدار خلف بن حسن آل وحيد أن القرآن الكريم رسم أسلوب الدعوة إلى الله بقوله تعالى {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}؛ فالحكمة في الدعوة مطلوبة، وبها يتحقق الهدف بمشيئة الله تعالى، وإن من الحكمة انتقاء الأسلوب الدعوي المناسب الذي يكون له القبول والأثر الأقوى الموافق للكتاب والسنة، والوعظ الحسن كذلك له طرق وأساليب متعددة، وقد خدمت التقنية الحديثة - ولله الحمد - هذا المجال، وظهرت نتائج طيبة تؤكد ذلك حري بالدعاة استغلالها والاستفادة منها. الإعلام الجديد ويشير مدير مكتب الربوة بالرياض خالد بن علي أبا الخيل أن تحقيق ذلك يتم من خلال فتح قنوات فضائية متخصصة، والاستثمار الأمثل للإعلام الجديد مثل الفيس بوك، وتويتر، واليوتيوب. سهلة العرض ويقول مدير المكتب بالصناعية بجدة فؤاد بن هاشم كوثر: إذا لم نصل لإدخال القطاع الخاص في دائرة الاهتمام بدعم أعمال الدعوة إلى الله، بحيث تنعكس عليه كمستفيد، ويدعمهما كاستثمار، فلن يكون لتحسين طرح الدعوة ووسائله الأثر المنشود. التكنولوجيا متوافرة ومتاحة وسهلة، لكن سوق العرض والطلب لا بد من اعتباره أولاً. لغة العصر أما مدير المكتب بمحافظة العلا فهد بن عليان البلوي فيؤكد ضرورة التركيز على وسائل الإعلام الحديثة كونها لغة العصر. دورات تأهيلية ويدعو مدير المكتب بالليث محمد بن مهدي البركاتي إلى وجوب المشاركة الفاعلة في المواقع والمنتديات الإسلامية، وطرح الرؤية الشرعية حول قضايا الواقع، واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر.. إلخ) لإيصال رسالة الإسلام إلى كل أصقاع الأرض، وتطوير الدعاة التابعين لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والمتعاونين معها تقنياً من خلال تقديم دورات لهم حول استخدام التقنية والتفاعل مع وسائل الاتصال الحديثة. التواصل الاجتماعي ويرى مدير المكتب بسكاكا حمدان بن محارب الوردي أنه يمكن للدعاة تبليغ الدين الإسلامي عن طريق الإنترنت، والاتصال عن بُعد، وكذلك عن طريق الفيس بوك، وبالاتصال المباشر وغير المباشر، وأيضاً بالبريد الإلكتروني (الإيميلات)، وبالماسنجر؛ لأن الطرق الحديثة قامت بمساهمة كبيرة في الدعوة إلى الله عز وجل، وهذا كله من فضل الله على الدعاة إلى الله؛ ليتمكنوا من الدعوة إلى الله وتبليغ دين الإسلام بأسرع وقت، وبأيسر الطرق وأقل الجهد والتكاليف؛ لأن العالم أصبح اليوم قرية صغيرة. شبكة الإنترنت وأهاب مدير المكتب ببقيق سيف بن فايز البيشي بالاستفادة من تطبيقات شبكة الإنترنت المختلفة، والموسوعات الإلكترونية المطبوعة على أقراص مدمجة «CD»، والجوال، وما يشمله الكمبيوتر من البالتوك، والبريد الإلكتروني، والمنتديات، والشات، والجروبات، والفيس بوك، والتويتر وغيرها كثير، والداعي إلى الله ينبغي له أن يواكب هذا التقدم في وسائل الدعوة الحديثة. البحث عن الجديد ويؤكد مدير المكتب بحوطة بني تميم علي الرويغ ضرورة استخدام الأساليب العصرية عن طريق المواقع الإلكترونية ذات العلاقة بالتخاطب والمراسلات، وهذه جزء مهم من مهمة الدعاة الذين ينبغي أن تتوافر فيهم صفات الداعية الذي يتمتع بالقدرة على الإقناع وعرض الموضوع بأيسر السبل واتباع الأسلوب المبسط البعيد عن التعقيد والتضييق مع التسلح بالعلم ومعرفة العقائد والمخالفات والشُّبَه والشهوات والبحث عن كل جديد في علم وسائل الاتصال كي يستطيع أن يتعامل معها بقدرة وعناية. ارتباط وثيق أما المدير التنفيذي للمكتب بمحافظة وادي الدواسر مناحي بن محمد الدوسري، فيقول: نحن في جيل تغير، وأصبح له فهمه وأسلوبه؛ ما يوجب على الداعية الذي يريد أن يوصل دعوته التعاطي مع ذلك. خاصة مع الشباب الذين ارتبطوا ارتباطاً وثيقاً بما يبث ويشاهد من خلال وسائل التقنية، مثل فيس بوك وتويتر وبلاك بيري وغيره، فيجب على كل داعية أن يكون هناك اتصال له مع كل موقع خاصة التي تعرف بمواقع التواصل الاجتماعي، وبذلك تنتشر الدعوة وتحارب الأفكار الهدامة وتتضح الحقيقة. أفضل النتائج ويقول مدير المكتب بالسليل عبد الله بن شايع آل مشعي: إن وسائل الاتصال والإعلام والنشر تغيرت كثيراً عما كانت في السابق، وأصبحت متنوعة ومتعددة، وهذا يوجب على الدعاة إلى الله تعالى أن يكونوا ملمين بل متقنين لهذه الأساليب؛ حتى يصلوا إلى أفضل النتائج في إيصال هداية البلاغ والبيان التي تحقق لدين الله العزة والانتشار، كما يوجب على المسؤولين الاهتمام بهذا الجانب بإقامة الدورات والورشات العملية، ويشارك فيها كل من يعمل في حقل الدعوة إلى الله تعالى. دورات تدريبية ويرى مدير المكتب في بلغازي علي قاسم رجواني أن مما يحقق الأهداف استخدام التقنية العصرية وأساليبها في الدعوة إلى الله من قِبل الدعاة، وإقامة الدورات التدريبية للدعاة في هذا الجانب، وإقامة الندوات وعرض التجارب الناجحة في هذا المجال. الدعاة المتميزون ويقترح مدير المكتب بمحافظة صامطة محمد بن زيد المدخلي عمل دورات للدعاة من قِبل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ومراكز الدعوة، والمكاتب التعاونية لتدريبهم على كيفية استخدام الوسائل العصرية، وتشجيع الدعاة المتميزين منهم، والتنزيل في موقع المكتب المفيد من محاضرات وكلمات وخطب وكتب. الخطط المدروسة ويؤكد مدير المكتب بدوس جمعان بن صالح الزهراني أهمية وجود خطة استراتيجية تنظِّم عمل المكاتب التعاونية بحيث تكون خططاً مدروسة تحقق أهداف الدعوة المرجوة منها، وأداء رسالة المكاتب السامية، ومتابعة تنفيذها من خلال العمل الإداري الجيد حسب الأنظمة والتعليمات من الجهة المشرفة والاستفادة من الأساليب العصرية في وسائل الاتصال المتنوعة، وذلك من خلال نشر المفاهيم الصحيحة والخطط المدروسة التي بدورها توصل إلى أفضل النتائج بالمنهج الصحيح وإبلاغه للناس لهدايتهم إلى الحق وبيانه مما يحقق لدين الله العزة والانتشار ونشر الوعي في المجتمع وتوعية الجاليات من مختلف الجنسيات إذا توافرت لها مقومات النجاح من الدعم المادي والمعنوي والجدية والحرص في العمل. ربط الدعاة بالعلماء الربانيين ويشدّد مدير المكتب التعاوني بحي السويدي بمدينة الرياض الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان على أن مهارات الداعية وطرائقه الدعوية من أعظم الأسباب لنجاح دعوته وتأثيره على المتلقين والمستفيدين، بل معرفته حال المدعوين وما يناسبهم وما يصلح لهم وما لا يصلح من أقوى أساليب التأثير فيهم، وهذه من أصول فقه الدعوة التي وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - معاذاً إليها حينما أرسله إلى اليمن في الحديث المشهور؛ حيث وجَّهه - صلى الله عليه وسلم - إلى مهارات الداعية الناجح في دعوته، ولفت نظره إلى فهم فقه الأولويات في الدعوة إلى الله. واقترح فضيلته لعلاج القصور في طرائق بعض الدعاة في الدعوة إلى الله أولاً: ربط الدعاة بالعلماء الربانيين للنهل من معينهم الصافي والتتلمذ على أيديهم والتأثر بأفعالهم والتخلق بأخلاقهم. وثانياً: إلحاقهم بالدورات التدريبية في مجال الدعوة إلى الله، التي تنظمها مراكز دعوية متخصصة في معالجة القصور لدى بعض الدعاة، سواء كان القصور في فن الحوار والمناقشة، أو في طريقة عرض الموضوع والتمهيد له، أو في فن الخطابة والإلقاء. ثالثاً: توزيع الكتب المتخصصة في فن الدعوة إلى الله على الدعاة وتدريسها لهم. رابعاً: تكليفهم بكتابة البحوث العلمية المتخصصة في فن الدعوة إلى الله وأخلاق الداعية وصفاته وطريقته في دعوته. خامساً: استضافة المتخصصين في مجال الدعوة إلى الله في مقر المكتب والتقاؤهم بالدعاة وجعل ملتقيات شهرية لتعريفهم بالطرق العلمية المناسبة للإلقاء. سادساً: اطلاع الدعاة على المناشط الدعوية المستجدة في ساحة الدعوة ولو عبر الشبكة المعلوماتية في هذا المجال، واستفادتهم منها.