فجعت بنبأ وفاة آخر جيراننا في الحي الطيني القديم المرحوم إن شاء الله تعالى سليمان بن عبدالله الغرير. أسأل الله بمنه وكرمه أن يغفر ذنبه ويوسع له في قبره ويجازيه بالحسنات إحسانه وبالسيئات عفواً وغفراناً ويسكنه فسيح جناته وأن يجبر مصيبة أبنائه وبناته وأقاربه وعموم أسرة الغرير إحدى الأسر الكريمة في محافظة الرس ويعوضهم عنه خيراً ويعوض الرس الذي هو أحد أعيانها ومن يجالسون وجهائها وذوي المكانة فيها ويشرفونها في مختلف المناسبات التي تهمها. كما أسأله تعالى أن يجزل الأجر والمثوبة لتلك الحشود الغفيرة الذين شاركوا في الصلاة عليه واتباع جنازته والدعاء له بالثبات وتعزية ذويه وتصبيرهم، وهذه حال الدنيا تجمع وتفرق الأهل والجيران والأصحاب والخلود والبقاء لخالق الوجود سبحانه ولو كان البقاء لأحد من البشر لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً مخلداً. وأجدها مناسبة لحث إخواني على التخلق بما كان عليه فقيدنا يرحمه الله وغيره ممن وفقهم الله ورزقهم سيرة حسنة وأخلاقاً فاضلة أكسبتهم محبة الناس وتقديرهم في حياتهم والدعاء لهم والترحم عليهم بعد مماتهم، ولا حرج علينا إن شاء الله تعالى في رثاء موتانا وفي ذكر ما نعلمه من مآثرهم الحسنة فنحن مأمورون بذكر محاسن موتانا وحتى يتأسى غيرهم بهم: فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح وأكرر التعزية لنفسي في جاري القديم وصديق والدي يرحمه الله كما أكرر التعزية لأبنائه وأخص ابنه عبدالرحمن المقيم في مدينة الرياض والمتعاون مع لجنة أهالي الرس هناك وفاء منه لمدينته وتأسياً بوفاء والده لها. أسأل الله ألا يري الجميع أي مكروه في عزيز عليهم وأن يحفظنا وإياهم بحفظه وأن يديم على بلادنا نعمة الأمن والرخاء في هذا العهد الزاهر الذي نحس فيه وكأننا المعنيون بهذا التشبيه: كأن أيامهم من حسن بهجتها مواسم الحج والأعياد والجمع وجزى الله المسؤولين في هذه الصحيفة الشعبية المباركة خيراً على مشاركتهم لأفراد المجتمع في أفراحهم وأحزانهم.