كانت الصحراء على مر التاريخ - وما زالت - ملاذا رائعا للاستمتاع بطبيعتها الساحرة وجمالها الأخاذ ونقاء نسيمها وصفاء سمائها ورمالها الذهبية.. «والصحراء.. إيماء وطقس إبداعي فريد، وهي سياحة الباحثين عن المغامرة والتأمل والخلوة.. « في الصحراء.. تكون الروح شفافة، رفرافة لخالقها الذي أبدع كل شيء.. « وفي الصحراء..كل شيء حقيقي وصادق، الشمس والقمر، الأرض والشجر.. « الصحراء هي السكون الذي يجعل الإنسان يخلو بذاته ويفهمها بصورة أفضل.. « نبحث عن الصحراء حينما نريد أن نتحرر من قيودنا ونتخلص من الضغوط النفسية التي أفرزتها حياتنا المعاصرة داخل البيوت الأسمنتية المبطنة بالرخام.. « وهناك علاقة وثيقة بين الصحراء والشعر, فالصحراء حاضرة في لغة العرب وفي أشعارهم منذ القدم.. « وقد تشكلت الذائقة اللغوية والحس الفني العربي من عناصر اللوحة الصحراوية، فلا غرابة أن تجد بين دواوين الشعر المعاصر ما اختار له صاحبه عنوان (همس الصحراء) أو (في ذاكرة الصحراء) واختار آخر عنوان (قصائد من الصحراء) واختار ثالث (وحي الصحراء). « وصارت الصحراء ينسب إليها على سبيل التكريم عيون الشعر العربي فيقال لقصيدة الشنفرى المعروفة بلامية العرب أنها (نشيد الصحراء) ويوصف شعر المتنبي بأنه (نشيد الصحراء الخالد) ويطلق على شعر الراعي النميري انه (صوت الصحراء). « وهو ما يدل على تغلغل الصحراء في الوجدان العربي فكلما أوغلت في عمق الصحراء رأيت اعتداد الناس بذواتهم ورهافة شعورهم وفصاحة لسانهم ونقاء لغتهم.. « والهيام بالصحراء كان وما يزال شاغل ذوي المشاعر الرهيفة والباحثين عن اللحظة البكر.. « ولعل مهرجان الصحراء الدولي المزمع إقامته في عروس الشمال «حائل « خلال الإجازة النصفية ببرامجه وفعالياته المتنوعة وكذلك من خلال مسابقته الشعرية الجماهيرية (قصيدة الصحراء) التي سيتنافس على نيل لقبها ابرز الشعراء في المملكة والخليج العربي سوف يرسخ هذا العشق ويحكي لنا إبداعات ابن الصحراء لنستجلي قصائد تتماهى مع ثقافة الصحراء المستمدة من قيم الكرم والشهامة والنبل والفروسية.. تحية لكل القائمين على هذا المهرجان الدولي، ومثلها لكل أبناء الصحراء (أم الأرض)..