رعى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ الليلة الماضية الحفل الذي أقامته الوزارة بفندق قصر الرياض بمدينة الرياض لتسليم أصحاب الفضيلة رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم شيكات الدعم المالي الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لدعم الجمعيات التي تشرف عليها الوزارة والبالغة قيمته مائتي مليون ريال. وقد بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى فضيلة مدير الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالوزارة الشيخ عبدالله بن صالح آل الشيخ كلمة، قال فيها: فإن نعم الله على هذه البلاد المباركة تترى توجب لها ذكرا وللإله المعبود شكراً، فقبل أيام شرف معاليكم حفل توزيع دعم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لمكاتب الدعوة وتوعية الجاليات في المملكة، وهاأنتم اليوم في هذه الليلة تشرفون حفل توزيع دعم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم والذي صدر به الأمر الملكي الكريم الذي نص على أنه انطلاقاً من أهمية حفظ وتعلم الكتاب الكريم وأثره المبارك على تربية النشء متى ترسخ في وجدان كل منا فهم معانيه العظيمة وإدراك مقاصده السمحة بعيداً عن مفاهيم الغلو والتطرف، وارتياحاً منا للعمل المبارك الذي تضطلع به الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، فيخصص بشكل عاجل مبلغ 200 مليون ريال لدعم جمعيات تحفيظ القرآن الكريم تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد. وأوضح الشيخ عبدالله آل الشيخ - في هذا السياق - أن معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قد وجه بالعمل على توزيع هذا الدعم على الجمعيات التابعة للوزارة، والتي بلغ عددها ما يزيد على (160) جمعية وفق آلية تكفل إفادة الجمعيات من هذا الدعم المبارك بما يرتقي بعملها إلى المؤمّل منه، وبما يتوافق مع قرار المجلس الأعلى للجمعيات الخاص بتوزيع الدعم السنوي لها. واستذكر معالي الوزير رئيس المجلس الأعلى للجمعيات الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ ما جاء في الأمر الملكي الكريم المتضمن لهذا الدعم، وقال: لا شك أن ما سمعنا من ديباجة الأمر الملكي وما فيها من ثناء على هذه الجمعيات وارتياحاً منه - أيده الله - للعمل الذي تقومون به في تربية النشء وربطهم بهذا القرآن، وتحفيظ القرآن الكريم وتعليم كتاب الله تعالى للناشئة ولغيرهم من الكبار رجالاً ونساءً، لا شك أن هذا يُعد من الأساسيات الكبار لعمل الدولة الإسلامية، لأن دولة الإسلام أعظم ما يميزها هو أن تُعلق قلوب الناس بكتاب الله تعالى، لأنه كلام الله - جل جلاله - وهو الحجة الباقية والآية والبرهان الذي أعطاه الله - جل وعلا - لنبينا محمد بن عبدالله - عليه الصلاة والسلام -. وشدد معاليه على أن الدولة الإسلامية يجب عليها أن تعمل بالقرآن وأن تعتقد بما جاء فيه، فكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - هما الأساس للدولة الإسلامية، في المفهوم المعاصر، إذا قيل دستور، أو دساتير الدولة بمعنى: الأنظمة التي تربط الدولة في أعمالها سواءً الداخلية أو الخارجية، فإذا كان هناك تجوز بإطلاق لفظ الدستور فإن دستور المملكة العربية السعودية ينطلق ويُبنى فقط على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -. وأبان معاليه أن مفهوم الوسطية في القرآن الناس تكلموا فيه ما بين مجحف وما بين مفرط، ما بين غالٍ فيه، فيظن الوسط هو سلوك السبيل الذي فيه الورع، أو الذي فيه الأخذ بالأحوط، أو القول بالأشد ونحو ذلك، وأناس فهموا الوسط أنه الوسط بين التيارات الموجودة التي يراها سواءً كانت مارقة أو فاسدة أو نحو ذلك، وهذان طرفان ليس على الجادة، الوسط والاعتدال المطلوب هو ما دلت الأدلة عليه وفق أحكام الشريعة العامة والقواعد الفقهية والمقاصد المرعية وليس وفق الأهواء والتخرصات وما يظنه هذا وهذا. وقال: إن سبيل الوسطية هو ترك الغلو الذي يجعل هذه الأمة تبقى قوية، لأن عامة الناس، عامة المسلمين السواد الأعظم لا يصلحهم حال الخاصة كما أنه يفسدهم حال المفسدين، ويفسدهم حال المارقين. وواصل معالي رئيس المجلس الأعلى للجمعيات قائلاً: اليوم أمامنا تحدٍ كبير جداً في الالتزام بالقرآن على هدي السنة، الالتزام بالقرآن على فهم الفقه الصحيح، الالتزام بالقرآن في مقتضى الدولة، ومقتضى الناس والمجتمع على فهم يسع الجميع، وهذا الأمر يحتاج منا إلى مزيد فقه. وبعد انتهاء معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ من كلمته، قام معاليه بتسليم أصحاب الفضيلة رؤساء الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم الشيكات الخاصة بكل جمعية في كل منطقة من مناطق المملكة.