لا شك أن جميع الأشياء في هذه الحياة تخضع لنظرية التصنيف. ولا يمكن أن يستثنى من ذلك شيء سواء كان من المخلوقات البشرية أو الحيوانية أو النباتية أو الجمادات. وتعتبر نظرية التصنيف من أهم المعايير التي يمكن أن نتعرَّف بواسطتها على الأشياء ونحدّدها بدقة ليسهل تمييزها عن غيرها من الأشياء. وتُعرف نظرية التصنيف بأنها: «المبادئ التي تتحكّم في تنظيم الكيانات في مجموعات طبقاً لتشابهها واختلافاتها أو طبقاً لعلاقاتها بمجموعة من المعايير». فلو نظرنا إلى بني البشر لوجدنا أنهم يصنفون على أساس العِرق واللون والجنس والدين والاتجاه أو غير ذلك. أما الجن فتصنّف على أساس الشياطين والعفاريت والمردة وغير ذلك. أما الحيوانات فتصنّف على أساس أليفة ومتوحشة، ومفترسة وغير مفترسة، وأهلية وبرية وغير ذلك. أما الطيور فتصنَّف على أساس طائرة وغير طائرة، ومهاجرة وغير مهاجرة، وجارحة وغير جارحة وغير ذلك. أما الزواحف فتصنَّف على أساس سامة وغير سامة، ورخوية وفقرية، ومائية وغير مائية وغير ذلك. وتخضع الأسماك والجراثيم والفطريات والفيروسات إلى نظرية التصنيف أيضاً. أما الأشجار والنباتات فتصنَّف على أساس أنها موسمية ودائمة، ومثمرة وغير مثمرة، ومتسلِّقة وغير متسلِّقة وغير ذلك. أما الجمادات فتصنَّف على أساس ألوانها وأثمانها وأهميتها وأنواعها وغير ذلك. وينبغي أن نؤكِّد هنا أن القيمة في الجمادات قد لا تعني الأهمية بالضرورة، فالذهب أغلى من الماء على الرغم من أن الماء أساس الحياة ولا يستطيع الإنسان والكائنات الحيَّة العيش بدونه. علماً بأن للحيوانات والطيور والزواحف والأشجار والنباتات تصنيفات علمية معروفة. ويمكن تطبيق نظرية التصنيف على جميع فروع المعرفة، حيث تصنَّف العلوم بشكل عام إلى علوم أدبية وعلمية وإنسانية. ويمكن تصنيفها بطريقة أكثر تفصيلاً، حيث تصنَّف إلى علوم دينية وقانونية ورياضية وطبية واجتماعية واقتصادية وسياسية وطبيعية وفلكية وحاسوبية وبيولوجية وغيرها. كما يمكن تطبيق نظرية التصنيف على فروع هذه العلوم أيضاً. فلو أخذنا علم الاقتصاد مثلاً لوجدنا أنه يصنَّف إلى عدة تصنيفات منها: اقتصاد جزئي واقتصاد كلي أما علم الكمبيوتر فيصنَّف إلى علوم حاسب وبرمجة الحاسب وهندسة الحاسب وهكذا. وعلى أساس هذه النظرية فكل شيء في هذه الحياة تحت التصنيف مثل: المساجد والمدارس والمستشفيات والمطاعم والسيارات والمحلات التجارية والمنازل والمنظّمات والأنظمة والوظائف والمكتبات والكتب والطرق والمعادن والوقود والرياح والأعاصير والأمطار والسحب والجبال والأغذية والفواكه والخضراوات والنقود وقطع الغيار والأدوات والملابس والأحذية والأقلام والساعات والكراسي والأسرة والأحياء والمدن والمناطق والدول والقنوات والإذاعات والصحف والمجلات والجامعات ونظم التعليم والمطارات والمياه والغازات والصخور والتربة والبحار وغير ذلك. وقد ساد في هذا الزمان تصنيف الناس إلى فئات وطوائف ومذاهب واتجاهات. فيُقال هذا سني وذلك شيعي، وهذا حنبلي وذلك شافعي، وهذا إسلامي وذلك علماني، وهذا ملتزم وذلك ليبرالي وغير ذلك. وهذه التصنيفات تخضع لنظرية التصنيف الاجتماعية المعروفة وهي: عملية عقلية يعمد الناس إلى تصنيف بعضهم بعضاً في مجموعات مختلفة أثناء تفاعلهم الاجتماعي. أما التصنيف على أساس عنصري فهذا اتجاه سلبي لا يخدم مصلحة الفرد أو الجماعة وهو اتجاه سلبي يدفع الفرد إلى سلوك عدائي ضد فرد آخر أو جماعة أخرى على أساس عنصري. والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. * عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة [email protected]