الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الرومي - رحمه الله - يقول في كتابه (محيط المحيط لبطرس البستاني تنبيهات واستدراكات وملاحظات) الصادر عن مكتبة التوبة: هذه تنبيهات واستدراكات وملاحظات كتبتها على كتاب محيط المحيط لمؤلفه بطرس البستاني، وهي ملحوظات متنوعة ومتفاوتة الدرجة؛ فمنها التنبيه على أخطاء في كتابة آيات القرآن الكريم، ومنها في السنة النبوية وتحريفات في ألفاظ الأحاديث أو معانيها، ومنها في شواهد اللغة العربية، ومنها في الأعلام من الصحابة والتابعين والفقهاء، ومنها ما فيه طعن في الدين أو تشكيك. ومن الأخطاء التي رصدها الشيخ الرومي: - قال بطرس ص 740: وقصي بن كلاب من أجداد نبي المسلمين. قلت: يتكرر هذا التعبير والوصف للرسول عليه الصلاة والسلام، وهو قولهم (نبي المسلمين)، والرسول - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى الناس كافة. قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ} . - قال بطرس: ص 977 لا توعي فيوعي الله عليك، أي لا تشحي بالنفقة فيشح الله عليك. قلت: لا يوصف الله سبحانه وتعالى بالشح بل هو سبحانه الجواد الكريم؛ ففي قول المؤلف (فيشح الله عليك) سوء أدب مع الله سبحانه وتعالى. قال بطرس ص 315 كقول الآخر: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} . قلت: هذا النص الذي ذكره المؤلف جزء من الآية الثانية والتسعين من سورة آل عمران، وقد كتب المؤلف هذا الجزء من الآية الكريمة وكأنه بيت شعر، فكتب قوله تعالى: لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى في يمين السطر على أنها الشطر الأول من البيت، وكتب قوله تعالى: {مِمَّا تُحِبُّونَ} في الجهة اليسرى من السطر على أنها الشطر الثاني من البيت!! وهذا تحريف للقرآن الكريم واقتراء على الله - عز وجل - فالقرآن كلام الله، وليس شعراً. قال الله تعالى: {وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} .