مع حلول مناسبة مرور أربعة عشر عاماً على افتتاح جسر الملك فهد قد تبرز أكثر فأكثر القيمة الكبيرة لهذا الحدث التاريخي الذي تعم خيراته أرجاء منطقة الخليج كلها، الجسر الذي وصفه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بأنه من معجزات القرن العشرين التي تحققت بعد ما لم يكن هناك أحد أو الكثيرون يصدقون إمكانية إنشاء هذا العمل المعجزة, إذن هذا الجسر جاء تقديراً من المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين ورعاية واهتمام من ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والنائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود بقوة ومتانة الروابط السياسية والاقتصادية والتاريخية التي تربط بين دول الخليج العربية فبادرت إلى تعميق أواصر الثقة وإيجاد التقارب بين دول مجلس التعاون الخليجي واهتمت بشكل خاص ببناء جسور للالتقاء والتفاهم بين أبناء هذه المنطقة, فجسر الملك فهد الذي تم إنجازه بين المملكة العربية السعودية ودولة البحرين ليس مشروعاً يتعلق بقطاع المواصلات والتجارة والسياحة بل إنه حدث يدخل في صميم الفكر العربي إنه مشروع حضاري كبير فهو سفينة حب عربي تبحر في الخليج شراعها الألفة العربية والوحدة العربية والسوق العربية المشتركة. فهذا الشريان الهائل الذي يربط المملكة العربية السعودية بدولة البحرين الشقيقة والذي استغرق بناؤه أربع سنوات ونصف تقريباً وبأحدث منجزات تقنية البناء في عصرنا الحديث هذا الجسر الذي أصبح الآن معلماً رائعاً في هذه المنطقة من العالم العربي وإشارة واضحة إلى همة وعظمة الرجال الذين كانوا وراء فكرة إنشائه وتجسيده كحقيقة واقعة, ولا يسعنا في هذه المناسبة السعيدة إلا أن نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة وصاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة أمير دولة البحرين الشقيقة وحكومته الرشيدة وشعب البلدين الشقيقين وجميع دول مجلس التعاون الخليجي بمرور أربعة عشر عاماً على افتتاح الجسر متمنين تحقيق المزيد من الإنجازات في طريق التقدم والرخاء لأبناء دولنا الشقيقة,