عبر عدد من سفراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بدولة البحرين عن تثمينهم لجسر الملك فهد باعتباره إنجازاً تاريخياً حقق العديد من الأهداف التجارية والاقتصادية والاجتماعية, جاء ذلك في كلمات خاصة ل الملحق فيما يلي تفاصيلها: إنجاز حضاري مميز *سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في البحرين الأستاذ محمد الفهد العيسى قال: يصادف يوم الأحد 26/11/2000م الذكرى الرابعة عشرة لافتتاح جسر الملك فهد الذي يربط دولة البحرين بالمملكة العربية السعودية، وهو مشروع عملاق وضع حجر أساسه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله- وحضره صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته في الخامس والعشرين من شهر محرم 1403ه الموافق 11نوفمبر 1982م وافتتح رسمياً في حفل بهيج رعاه العاهلان الكبيران في 26/11/1986م وأعقب هذه الرعاية قيام خادم الحرمين الشريفين بزيارته الميمونة لبلده الثاني دولة البحرين. إن إنشاء جسر الملك فهد لهو إنجاز حضاري مميز يضاف إلى الرصيد الحضاري الكبير للبلدين الشقيقين ويعتبر علامة مميزة للتعاون المشترك بين البلدين ولحسن علاقات الجوار بينهما، وهو وإن كان جسراً يعد من معجزات البناء في القرن العشرين قد ربط البلدين مؤخراً ببعضهما وقرَّب المسافة بينهما في الوقت الحاضر إلا أنهما كانا قد ارتبطا منذ القدم بروابط الدين والأخوة والنسب وبوشائج القربى التي أرسى دعائمها بجسور من المحبة والتعاون والتآلف بين قلوب الأجداد ورعى دعائمها الأبناء والأحفاد, لقد ساهم افتتاح الجسر مساهمة فعّالة في ازدياد حركة تنقل المواطنين بين البلدين كما أنه كان عاملاً فعّالاً في نمو التجارة البينية بينهما وبين بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إننا ونحن نعيش هذه الذكرى الغالية على نفوسنا والتي يحق لنا معها أن نزهو فخراً بهذا الإنجاز الحضاري العظيم الذي تحقق بفضل المولى القدير ثم بعزيمة وإصرار قادة البلدين الذين غرسوا في النفوس منذ القدم بأنه لافرق بين البحرين وبين المملكة العربية السعودية لأنهما الامتداد الطبيعي لبعضهما, داعياً المولى أن يديم علينا نعمه وأن يجمع قلوبنا على الخير. الجسر من حلم إلى إنجاز عالمي عظيم *سعادة سفير دولة الإمارات العربية المتحدة الأستاذ سلطان محمد القرطاسي النعيمي قال: غالباً ما تبدأ الأعمال العظيمة بأفكار خيالية، أو فلنقل بأحلام تبدو للناس العاديين مستحيلة, هكذا بدأت فكرة إنشاء جسر الملك فهد قبل أن تتحول إلى مشروع عملاق وتتجسد في إنجاز رائع يقف في مصاف أكبر الإنجازات العالمية المماثلة, ويضع منطقتنا في عداد الأرقام القياسية التي حققتها الإنسانية في مجال إقامة الجسور. لقد جابه هذا المشروع كما تختزن ذاكرة جيلنا الكثير من التشكيك والحجج المثبطة، والمخاوف الصغيرة والكبيرة من قيامه وهاهو الآن ينتصب شامخاً الأمر الذي جعل أكثر المشككين والمتخوفين لايتصورون المنطقة اليوم بدونه, وانطلاقاً من القاعدة التي تقول ليس من يسمع كمن يرى فإن تجربتي في عبور الجسر والانتقال عبره بسهولة ويسر وفي وقت قصير قد جعلتني أحس بالملموس عظم هذا الإنجاز وحكمة القيادات التي دافعت عنه وألقت بثقلها في سبيل إنجازه ورؤيتها الاستراتيجية البعيدة, فقد التقت إرادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه على جعل هذا الإنجاز حقيقة جسراً للمحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين وهو الأمر الذي لايزال يحظى بحرص صاحب السمو الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله على تعزيزه وتأكيده ولا أجدني مجافياً للحقيقة إذا قلت أن هذا الجسر يعد إنجازاً على مستوى البنية التحتية اللازمة لتحويل هدف وحدة دول مجلس التعاون إلى حقيقة واقعية, فأرقام عدد المسافرين الذين ينتقلون سنوياً بين دوله كبيرة, وبالتالي فإن ذلك ينعش حركة السياحة البينية ويعزز الروابط الإنسانية الأمر الذي يحقق فهماً واقعياً بين أبناء منطقتنا لمختلف مناطق بلدانهم. ولاداعي للحديث عن انتعاش التجارة والروابط الاقتصادية إذ أن ما يشاهده المسافر عبر هذا الجسر من تدفق مستمر لآلاف الشاحنات والحاويات ومختلف وسائط نقل البضائع أكبر دليل على ذلك. وفي كل مرة عبرت فيها جسر الملك فهد لم أستطع مقاومة ذلك الحلم الذي يراودني في رؤية هذا المشروع الرائد معززاً بإنجازات عملاقة شبيهة تتكون من شبكات طرق دولية وسكك حديدية وملاحية بحرية متطورة وجسور وأنفاق تجعل من منطقتنا مثالاً يحتذى في امتلاك هذه البنية التحتية التي لاغنى عنها في عالم يتسابق في طي المساحات واختصارها وإلغاء الحواجز وفتح جميع المنافذ والمعابر لحركة الأفراد والبضائع. إنجاز حضاري وتنموي كبير *سعادة سفير دولة الكويت الأستاذ عبد المحسن سالم الهارون قال: إن حضارات الأمم تقاس بمدى الإنجازات التي تحققها في مشروعات التنمية التي تعتبر مؤشراً على نهضة وازدهار الدول ورفع مستوى معيشة الشعوب، وإن مثل هذا الإنجاز قد تحقق على أرض الواقع عندما قررت حكومتا المملكة العربية السعودية ودولة البحرين إنشاء جسر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي ترجم بصدق ووضوح العلاقات التاريخية المميزة بين البلدين هذا الجسر الذي ربط الجزيرة بالبر السعودي مما ترتب عليه ازدياداً في حركة التجارة والسياحة بين البحرين وجارتها المملكة العربية السعودية وكذلك بينهما وبين بقية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي هذه الحركة الدؤوبة والمستمرة للأفراد والبضائع التي نشاهدها على الجسر قد انعكست بشكل إيجابي على المشاريع التنموية بين البلدين التي كثرت بشكل واضح منذ افتتاح الجسر, إن بناء هذا الجسر كان حلماً قد راود الكثيرين وقد تحقق هذا الحلم وأصبح حقيقة وذلك بفضل الجهود التي بذلتها قيادتا البلدين, لا شك أن هذا الترابط الأخوي الذي نشاهده على ضفتي هذا الجسر يعود الفضل به لحد كبير إلى هذا الإنجاز الحضاري الكبير الذي قارب بين الأخ وأخيه وزاد من التلاحم الأسري بين مواطني البلدين وقد ساعدت هذه السهولة في التنقل على تذليل عقبات كبيرة كانت تعوق بالسابق من حركة مواطني البلدين حيث كان البحر يحد من تنقلهم بسهولة ويسر من وإلى البحرين, هذه النقلة الحضارية التي استفادت منها شعوب دول مجلس التعاون الخليجي سوف تدفع دولاً كثيرة على تبني هذه الفكرة الحضارية والاستفادة منها لتحقيق مشاريعها التنموية التي ستؤدي إلى الازدهار والرقي, ونأمل إن شاء الله أن تحقق مثل هذه المشاريع الكبير التي تقام في معظم دول مجلس التعاون الخليجي أهدافها وتعطي ثمارها المرجوة منها في دفع عجلة التنمية في هذه الدول إلى آفاق أرحب وأوسع مما سينعكس إيجاباً على الحياة المعيشية لمواطنيها وبالتالي تحقق الغرض المنشود منها, نتمنى للبلدين مزيداً من الإنجازات الحضارية والتقدم والازدهار, أهم إنجاز مشهود *وقال سفير دولة قطربالبحرين الشيخ عبدالله بن ثامر آل ثاني إن ثمة إنجازات كبيرة تتشابك فيها الأهداف على المدى القريب والبعيد وتتداخل هذه الأهداف حتى تصبح لها آثارها الملموسة في الحقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي. فجسر الملك فهد يشكل واحداً من أهم الإنجازات المشهودة في الحياة اليومية لمواطني دول مجلس التعاون، خاصة في عصر الفورية وتثمين الزمن الذي يشكل الدور الأساسي في الحياة العصرية التي تتطلب مؤهلاً مهماً لتجسيد روح الترابط بين شعوب المنطقة، كما أصبح المعبر الذي أمّن على التعاون القائم بين دول مجلس التعاون، ذلك المسعى الذي يعمل من أجله أصحاب السمو والمعالي قادة دول مجلس التعاون إيماناً منهم بضرورة تسهيل سبل التواصل والترابط بين مواطني المنطقة لتصبح مؤهلة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً في محيطها الإقليمي, جسر المحبة والتواصل *سفير سلطنة عمان سالم بن علي بايعقوب قال: يمثل جسر المحبة والتواصل أهم حلقات الوصل التي تربط دولة البحرين مع المملكة العربية السعودية عبر الحدود البرية حيث يتم من خلال هذا الجسر تنمية وتنشيط وتفعيل المبادلات التجارية البينية بين دولة البحرين الشقيقة وجميع الدول الخليجية والعربية، كما له إسهامات بالغة الأثر والأهمية على مختلف المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية، بالإضافة إلى دوره في تعزيز وتقوية العلاقات والروابط الإنسانية والمصير المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، لذا كان للنظرة البعيدة الاستراتيجية الثاقبة المرتكزة على التجاوب مع التطورات العالمية والإقليمية لجلالة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وأخيه المغفور له بإذن الله الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه في زمن الانفتاح على العالم للدخول مرحلة العولمة والألفية الثالثة بعزيمة وقوة ترتكز على اقتصاد قوي بين الدولتين الشقيقتين تولَّد بين طياتها هذا الإنجاز العظيم بكل المقاييس وهو مشروع بناء جسر يربط بين المملكة العربية السعودية ودولة البحرين والذي يعتبر دون منازع من أهم وأكبر الإنجازات التي ولدت في القرن العشرين بالمنطقة الخليجية، وأن فكرة إنشاء هذا الجسر العملاق ما هي إلا دلالة على أن القيادتين الحكيمتين في سعيهما الحثيث والبحث المتواصل لإيجاد طريقة لتعزيز التعاون المشترك بين دول مجلس التعاون توصلتا إلى هذا الحدث الهام الذي استهدف تفعيل وتجسيد العمل المشترك الذي يعود على جميع المنطقة بالنفع والفائدة ونواة لربط دول المجلس وإيجاد السوق الخليجية المشتركة بإذن الله ومن الفوائد هذا الجسر العظيم (جسر المحبة والوفاء) على سبيل العد لا الحصر:- - تقوية اقتصاد نشط بين دول مجلس التعاون ودولة البحرين. - تعزيز فكرة ربط دول المجلس جميعاً بشبكة طرق حديثة. - تفعيل دور السياحة الخليجية للإسهام بشكل جيد في الاقتصاديات. - تعميق العلاقات المتميزة بين شعوب المجلس من صلة رحم وقربى ومصير مشترك. - وهناك الكثير الكثير من الإنجازات التي حققها ويحققها والتي سوف يحققها هذا المشروع بفضل ما يسعى إليه القائمون عليه والذي يفخر به جميع أبناء المنطقة لما له من إسهامات جليلة وإيجابيات جيدة.