واصلت السلطة الفلسطينية إجراءاتها الأمنية ضد حركة حماس واغلقت المزيد من مكاتبها فيما هددت اسرائيل باستهداف أمين سر حركة فتح في وقت أشار فيه مسؤول فلسطيني الى إجراء اتصالات مع السلطات الاسرائيلية. وأغلقت السلطة الفلسطينية أمس ستة مكاتب لحركة المقاومة الاسلامية «حماس» في غزة بعد يومين من دعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى وقف كل العمليات المناهضة لاسرائيل. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية انه قام نحو ثلاثين من رجال الشرطة الفلسطينية باغلاق هذه المكاتب وكتبوا على المباني بالطلاء «مغلق بأمر من السلطة الفلسطينية». وكانت السلطة الفلسطينية قد اغلقت الأسبوع الماضي العديد من مكاتب حماس وحركة الجهاد الاسلامي في الضفة الغربية وقطاع غزة. إلى ذلك أكد وزير السياحة الاسرائيلي بيني ألون أن أمين سرحركة فتح بالضفة الغربية مروان البرغوثي أصبح مستهدفا من قبل قوات الأمن الاسرائيلية وكذلك أفراد تنظيم فتح. أورد ذلك صوت إسرائيل ليلة الثلاثاء/الاربعاء نقلا عن ألون الذي تولى مهام منصبه مؤخرا خلفا لرحبعام زئيفي الذي قامت مجموعة من نشطاء الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين باغتياله في 17 تشرين أول/أكتوبرالماضي ردا على تصفية زعيم الجبهة أبو علي مصطفى. كما نقل صوت إسرائيل العديد من التصريحات لمصادر أمنية رفيعة ولكبار المسئولين العسكريين في البلاد تركزت على بيان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يوم الأحد الماضي الذي دعا فيه الى وقف العمليات المسلحة. وقال مصدر أمني إن حركة المقاومة الاسلامية «حماس» تسعى الآن لتنفيذ عمليات متزامنة لتدمير مبانٍ متعددة الطوابق واستهداف شخصيات إسرائيلية بارزة. وقال إن شارون سوف يلتقي بوزير الخارجية شمعون بيريز الذي يعكف من جانبه على بلورة خطة سياسية خاصة به من أجل إيجاد تسوية لنزاع الشرق الاوسط. وأدعى أيضا أن رئيس الأركان الجنرال شاؤول موفاز أكد أن عرفات بدعمه «الارهاب» قد «فقد شرعيته» مما يعطي إسرائيل مساحة أكبر من الحركة لضرب هذا الارهاب. وقال مصدر آخر لصوت إسرائيل إن ما قام به عرفات مؤخرا لا يخرج عن كونه عملا «مسرحيا» وأن ما يهدف إليه في واقع الأمر هو الاحتفاظ بالسلطة قدر المستطاع.وقد ذكر مسؤول أمس الاربعاء ان الاتصالات الفلسطينية الاسرائيلية الهاتفية لم تنقطع خاصة مع مسؤولين كبار في وزارتي الخارجية والدفاع الاسرائيليتين. وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه لفرانس برس «ان الاتصالات الفلسطينية مع الجانب الاسرائيلي لم تنقطع لكنها اتصالات هاتفية». وأشار المسؤول نفسه الى ان «اتصالات هاتفية جرت بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين خاصة وزير الخارجية شيمون بيريز وافي ديشتر رئيس جهاز الأمن الداخلي» لكنه لم يعط أية تفاصيل حول مضمونها. وكشف العقيد محمد دحلان مدير الأمن الوقائي في قطاع غزة في تصريح نقلته الصحف الفلسطينية المحلية الصادرة أمس عن «وجود اتصالات هاتفية مع الجانب الاسرائيلي خاصة مع وزارتي الخارجية والدفاع الاسرائيليتين تتم باشراف الرئيس ياسر عرفات مباشرة».وأضاف دحلان «إننا نتفق مع الرئيس عرفات سلفا على شكل الرد حتى لا نترك فرصة لاسرائيل للتلاعب بالساحة الفلسطينية». وقد ذكرت الاذاعة الاسرائيلية الرسمية أمس ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون طلب من رئيس جهاز الامن الداخلي (الشين بيت) آفي ديشتر الاتصال بأجهزة الامن الفلسطينية.وقالت الاذاعة ان شارون يأمل ان تؤدي مثل هذه الاتصالات الى منع المنظمات الفلسطينية من القيام بهجمات على اسرائيل.وكان شارون شدد في وقت سابق على ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بات «خارج اللعبة» وانه يتوقع منه «أعمالا لا أقوالا» في مكافحة الارهاب.وأمس الأول الثلاثاء أجرى كولن باول وزير الخارجية الأمريكي اتصالا هاتفيا مع الرئيس عرفات عبر فيه باول عن «ارتياحه لخطاب الرئيس عرفات في العيد الذي دعا فيه للالتزام بوقف اطلاق النار التام» وفقا لنبيل أبو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني لفرانس برس.كما اتصل باول بشارون داعيا الى «معاودة الاتصالات الاسرائيلية الفلسطينية المباشرة وخصوصا في مجال الأمن» وفق ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر.