سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطة الفلسطينية تعتقل 15 شرطياً وتغلق مكاتب للمقاومة الاسلامية . استئناف الاجتماعات الأمنية بين اسرائيل والفلسطينيين و"حماس" تدرس وقف العمليات الاستشهادية
قال حسن يوسف المسؤول السياسي في "حركة المقاومة الاسلامية" في الضفة الغربية ل"الحياة" إن "حماس تدرس وقف العمليات الاستشهادية في ظل الظروف الراهنة"، مشيراً إلى أن الحركة "جزء من الشعب الفلسطيني وواقعه، وتدرك حجم الضغوط التي تمارس علينا وستفعل ما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني". وكان يوسف يعلق على ما نسبته وكالة "فرانس برس"، إلى مسؤول في الحركة رفض كشف اسمه قال ان "حماس اتخذت قراراً داخلياً بوقف العمليات الاستشهادية لكننا لن نعلنه رسمياً". وأغلقت السلطة الفلسطينية 6 مكاتب تابعة ل"حماس" في قطاع غزة، واعتقلت اربعة من ناشطيها، مثلما اعتقلت 15 عنصراً من أجهزتها الأمنية لمخالفتهم قرار وقف النار الذي أعلنه الرئيس ياسر عرفات قبل أيام... الأمر الذي مهد لاستئناف الاجتماعات الأمنية مع اسرائيل في وقت أُعلن ان الاتصالات بين الجانبين لم تنقطع. وتأتي هذه التطورات غداة الاتصال الهاتفي الذي اجراه وزير الخارجية الأميركي كولن باول مع عرفات ودعاه الى ترجمة اقواله افعالاً لجهة وقف العنف. مثلما دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون الى التجاوب مع الحملة التي يشنها الزعيم الفلسطيني وخلق أجواء تمكنه من مواصلة جهوده ورفع الضغط عن الفلسطينيين، في إشارة الى تخفيف الحصار واستئناف الاتصالات الامنية. وعلى رغم قرار شارون قطع كل الاتصالات مع السلطة إثر الهجمات الاخيرة، الا أنه كلف رئيس جهاز الأمن الداخلي شين بيت آفي ديختر الاتصال بأجهزة الامن الفلسطينية، واتُفق على عقد اجتماع أمني مساء أمس. واستبقت مصادر اسرائيلية الاجتماع بابداء الاستعداد لاتخاذ إجراءات أمنية من قبيل الانسحاب من منطقة محددة لاعطاء عرفات فرصة ملاحقة الناشطين فيها. وعرضت البدء بمدينة نابلس، كبرى المدن الفلسطينية التي تعتبرها اسرائيل بؤرة لانشطة "حماس" وللمهاجمين الانتحاريين ولمصانع القنابل. الا ان مصادر فلسطينية اشارت الى انها ستطالب خلال الاجتماع برفع الحصار التام عن المناطق الفلسطينية، مشيرة الى ان القضية "ليست رفع الحصار عن منطقة من اجل القيام بمهمة امنية". وتواصل الجدل في إسرائيل أمس لجهة دور الرئيس الفلسطيني، وسط تأكيد المؤسسة الامنية انه "الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يمكن تحقيق ترتيب معه". كذلك اشار تقرير سري أعدته دائرة الأبحاث السياسية في وزارة الخارجية عن لهجة جديدة تضمنها خطاب عرفات عن وقف العمليات المسلحة، اذ اشارت الى انه توجه علنا وبوضوح الى الرأي العام الفلسطيني باللغة العربية ليعبر عن معارضته العنف. كذلك قال وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر "اننا لن نؤذي قطعا عرفات بدنياً ولن نحدد للشعب الفلسطيني من ينبغي ان يكون قائده". وعلى رغم ذلك، اتهم شارون عرفات بعدم التخلي عن الارهاب، وقال في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان الزعيم الفلسطيني "لم يتخذ قراراً استراتيجياً بالتخلي عن الارهاب ولم يفعل شيئاً من أجل احباطه". في غضون ذلك، دخلت موسكو على خط الوساطة لتهدئة التوتر باقتراح نشر مراقبين دوليين من طرف واحد ومن دون موافقة اسرائيل. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي دميتري روغوزين ل"الحياة" عشية جولة في المنطقة يبدأها وفد روسي اليوم وتشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن وسورية، أنه سيعرض على عرفات توجيه دعوة إلى أطراف ثالثة للقيام بمهمة الرقابة من دون انتظار موافقة الإسرائيليين، مؤكدا أن خطة "ميتشل لم تراع بعض عناصر الموقف الروسي" في شأن الرقابة الدولية. ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا في القاهرة ظهر اليوم، وسط إقرار الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بوجود "خلافات" و"خيارات محدودة" في شأن التحرك المستقبلي، اذ تطلب سورية قطع العلاقات ووقف الاتصالات نهائياً مع اسرائيل مع دعم الانتفاضة بكل السبل. وعلى رغم ان موسى أشار الى كون "الخيارات المطروحة محدودة لجهة الاجراءات التي يمكن اتخاذها"، الا انه اضاف ان "الخيارات واسعة في ما يتعلق بالمواقف السياسية التي يمكن تبنيها".