غداة هجومي القدس الغربية ونتانيا اللذين اسفرا عن مقتل 13 اسرائيليا وجرح 150 آخرين، اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان واشنطن تملك "رؤية وخطة لحل الازمة" في الاراضي الفلسطينية لكنها تبدأ "بوقف العنف". جاء هذا التصريح بعد ساعات على قرار الحكومة الامنية الاسرائيلية توسيع عملياتها العسكرية في الاراضي الفلسطينية والتي اسفرت امس عن استشهاد خمسة فلسطينيين، سبقها تدمير مقر الرئيس ياسر عرفات في غزة. راجع ص 4 واوضح باول ان العنف لن يمنع المبعوث الاميركي الجنرال المتقاعد انتوني زيني من القيام بمهمته، وان الاخير سيبقى في المنطقة من اجل العمل على وقف العنف. ونقلت وكالة "رويترز" عنه قوله لشبكة "سي بي اس" التلفزيونية ان واشنطن مستعدة لارسال مزيد من المراقبين الاميركيين مع زيني للبدء في مراقبة جهود كل طرف من اجل وقف العنف، وتحدث عن "مراقبين اميركيين مبدئيا باعداد صغيرة جدا ... قد تزداد على مر الايام"، مشيرا الى ترحيب الطرفين بهذه الخطوة. كما اعرب باول عن امله في ان يعيد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون التفكير في مسألة الحصار المفروض على عرفات. من جانبه، اعلن شارون في اجتماع حكومته انه سيقرر في الايام المقبلة في شأن رفع الحصار عن عرفات. وعلمت "الحياة" ان اللقاء الذي كان مقررا بين رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع وكبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز ورئيس جهاز الامن الداخلي شين بيت آفي ديشتر ورئيس جهاز الامن الوقائي الفلسطيني في غزة محمد دحلان في القدس امس، ارجئ ريثما يتم وضع جدول اعمال له ويرجح ان يعقد اللقاء اليوم. موافقة عرفات في غضون ذلك، نفى مسؤول فلسطيني رفيع ان يكون الاميركيون طلبوا من السلطة الفلسطينية ارسال مسؤول للقاء نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني بدلا من الرئيس ياسر عرفات. الا ان المصدر اكد ان القيادة اتخذت قرارا بعدم السماح لاي مسؤول فلسطيني بلقاء اي جهة كانت اذا حاولت هذه الجهة تجنب لقاء الرئيس الفلسطيني. واضاف ان عددا من اركان القيادة تقدموا بتوصية الى عرفات خلال اجتماع مساء اول من امس بان اي جهة تحاول تجاوز او تجنب لقاء عرفات لا يتم السماح بالاجتماع معها. وفي دليل جديد على حجم الارتباك، قررت الحكومة الاسرائيلية تكثيف العمليات العسكرية في المناطق الفلسطينية. وقدم الجيش خطة لتوسيع العمليات تتضمن احتلال اراض في الضفة واتخذ قرارا باستدعاء الاحتياط سيرفع الى الحكومة. وكان هجوما القدس الغربية ونتانيا ليل السبت - الاحد اثارا قلقا في اسرائيل خصوصا بعد توعد "حركة المقاومة الاسلامية" حماس بتفيذ "سلسلة من العمليات" ضد اهداف اسرائيلية، وفي ضوء نجاح الاستشهاديين في تنفيذ عمليات نوعية واختراق الحصار المشدد الذي تفرضه اسرائيل وتنفيذ عمليات في العمق الاسرائيلي، وفشل المحققين في معرفة كيفية نجاح المنفذين في الوصول الى اهدافهم في اسرائيل. وفي هذا السياق، علمت "الحياة" ان تنكر منفذي هجوم نتانيا بزي "القوات الخاصة" الاسرائيلية ساهم في نجاح الهجوم من خلال خلق حال من الارباك في صفوف الاسرائيليين. اما بالنسبة الى منفذ هجوم القدس، فقد اثار قلق الاسرائيليين الذين فاجأهم نجاح الشاب الذي يتحدر من الضفة في الوصول الى القدس الغربية والدخول الى المقهى بكمية كبيرة من المتفجرات. وفي بيروت، قال الامين العام ل"حزب الله" الشيخ حسن نصرالله، خلال احتفال في ضاحية بيروت الجنوبية، انه سيثبت بالافعال استعداده للدفاع عن الفلسطينيين، و"سنكون الى جانبهم ولن نتردد في فعل اي شيء لنصرتهم وتقوية موقعهم والدفاع عنهم وان شاء الله لن تخيب ظنون هؤلاء وسنترك هذا للافعال وليس للاقوال".