القدس المحتلة، ابو ديس، غزة - أ ف ب، رويترز - اقتحم الجيش الاسرائيلي صباح امس فرع شركة الاتصالات الفلسطينية في ابو ديس في ضواحي القدسالشرقية وأغلقه، فيما اعلن وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي عوزي لانداو ان تل ابيب ستحتفظ "الى الابد" ب"بيت الشرق"، المقر شبه الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدسالشرقية الذي اعادت احتلاله ليل الخميس - الجمعة. وقال لانداو في تصريح لاذاعة الجيش: "ان القوانين الاسرائيلية، كما السيادة، ستطبق الى الأبد على بيت الشرق الذي احتل لمنع النشاطات الارهابية للسلطة الفلسطينية في قلب القدس، ولن يكون بالإمكان اطلاقاً استئناف هذه النشاطات". واضاف: "في حال كان علينا يوماً ما ان نغادر هذا المبنى الذي هو ملك خاص، فإن النشاطات التي ستقوم فيه ستكون متطابقة تماماً مع القانون الاسرائيلي"، في اشارة الى احتمال اخلاء الشرطة المبنى بعد اعلان الفلسطينيين عزمهم على التقدم بشكوى امام المحكمة العليا الاسرائيلية. ورداً على سؤال عن موجة الادانة العالمية لاحتلال "بيت الشرق"، قال لانداو الذي يعتبر من صقور حزب "ليكود" اليميني: "على اسرائيل ان تهتم بضمان أمن سكانها أكثر من اهتمامها بالانتقادات الدولية". من جهته، قال رئيس الشرطة المفوض ميكي ليفي للاذاعة الاسرائيلية إن الشرطة تعتزم "الحد من حرية تحرك" النائب المقدسية الدكتورة حنان عشرواي في القدس. وبرر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال اتصال هاتفي اجراه معه وزير الخارجية الاميركي كولن باول، احتلال "بيت الشرق"، قائلاً حسب مقتطفات من الحديث بثها التلفزيون الاسرائيلي مساء اول من امس: "بهذا الاجراء، افهمت اسرائيل الرئيس ياسر عرفات ما يمكن ان يخسره، وللمرة الاولى بادر هذا الأخير الى اعتقال ارهابيين كانا في طريقهما لتنفيذ هجوم في القدس"، في اشارة الى اعتقال قوات الامن الفلسطينية ناشطين في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في الضفة الغربية. ونقلت الاذاعة عن شارون قوله ان هذا الاجراء يجنب "اراقة دماء غير مجدية". وأكد لباول "العثور على متفجرات وأسلحة في بيت الشرق"، وقال ان "عرفات ضاعف أخيراً الهجمات الفلسطينية في القدس". "معركة القدس" وعلى المستوى الفلسطيني، صرح رئيس المجلس التشريعي احمد قريع امس ان الفلسطينيين سيقاومون "بكل الوسائل" احتلال اسرائيل المؤسسات الفلسطينية في القدسالمحتلة واغلاقها. وقال عقب مؤتمر صحافي في ابو ديس حيث اغلقت اسرائيل مركز الاتصالات: "اسرائيل فتحت معركة القدس. والفلسطينيون سيقاومون الاحتلال والاغلاق بكل الوسائل". وشدد قريع الذي عقد لقاء مع نحو 30 مسؤولاً دينياً مسلماً ومسيحياً وسياسياً فلسطينياً، على وحدة الفلسطينيين امام اغلاق "بيت الشرق". وقال إن "هذا العدوان وسياسة اعادة الاحتلال تدمير لعملية السلام وتمزيق للاتفاقات الموقعة وصفعة لكل الجهود الدولية التي تبذل لمحاولة وضع حد للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني". وذكر بأن وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز، احد صانعي اتفاقات اوسلو، كان كتب سنة 1993 رسالة الى الرئيس ياسر عرفات يؤكد فيها ان اسرائيل تلتزم "عدم المساس بالمؤسسات الفلسطينية في القدسالشرقية". كذلك دعت حركة "فتح" في بيان أمس الى "تصعيد الانتفاضة والمشاركة في مسيرة التحدي الكبرى اليوم في قطاع غزة للتعبير عن رفض الاجراءات العدوانية" الاسرائيلية. كما دعت في بيان صدر عقب اجتماع طارىء لكوادرها في قطاع غزة "الى تصعيد الانتفاضة الشعبية والتزام الاضراب العام والشامل والمشاركة في المسيرة الشعبية الاثنين التي دعت اليها القوى والفصائل الفلسطينية تلبية لنداء القدس والأقصى". وعبرت "فتح" عن رفضها "كل اجراءات الاحتلال الاسرائيلية في القدسالمحتلة"، مؤكدة ان "كل الاجراءات الاسرائيلية ضد القدس باطلة وغير قانونية". التصعيد الاسرائيلي وواصلت اسرائيل امس اجراءاتها التصعيدية في القدس، اذ افادت مصادر فلسطينية ان الجيش اقتحم صباح امس فرع شركة الاتصالات الفلسطينية في ابو ديس وطرد نحو 15 موظفاً كانوا في مبنى الشركة الذي اغلقت ابوابه. ونقلت الاذاعة عن مسؤولين عسكريين ان المكتب الذي اغلق يشكل جزءا من مجمع يضم المبنى الآخر التابع للسلطة الذي اقتحمته القوات الاسرائيلية ليل الخميس - الجمعة، في اشارة الى مكتب تابع للسلطة في ابو ديس الواقعة تحت السيطرة المدنية الفلسطينية والامنية الاسرائيلية. وقالت مصادر فلسطينية إن فلسطينيين اطلقوا ليل السبت - الاحد النار ثلاث مرات في الخليل جنوب الضفة على مستوطنين يعيشون وسط المدينة قرب الحرم الابراهيمي. وفرض الجيش الاسرائيلي حظر التجول وسط الخليل حيث يعيش نحو 40 الف فلسطيني الى جانب نحو 400 مستوطن. كما اشار الجيش الاسرائيلي الى تعرض مواقع له في نابلس وبيت لحم في الضفة الغربية لاطلاق نار متقطع. وفي غزة، اعلن العقيد خالد ابو العلا مسؤول الارتباط الفلسطيني جنوب قطاع غزة ان قوات اسرائيلية اقتحمت امس بلدة القرارة قرب مدينة خان يونس جنوب القطاع واحتلت اجزاء منها وهدمت احد بيوتها. إلى ذلك، اصيب ثلاثة فلسطينيين بشظايا القذائف المدفعية الاسرائيلية التي استهدفت مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وافادت مديرية الامن العام الفلسطيني ان "قوات الاحتلال الاسرائيلي اطلقت قرابة 40 قذيفة من الدبابات المنتشرة على الشريط الحدودي مع مصر، كما اطلقت نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه منازل المواطنين في حي البرازيل وبلوك او في رفح، علماً أنه لم يسجل أي احداث او مواجهات في المنطقة". وأشارت الى ان "عشرة منازل فلسطينية اصيبت باضرار نتيجة القصف المدفعي". من جهته، اعلن الجيش انه اطلق النار ليل السبت - الاحد رداً على قيام فلسطينيين باطلاق 37 قنبلة يدوية على موقع عسكري اسرائيلي قرب رفح.