مناسبة كريمة تمر بالعالم الإسلامي كل عام لترسم له بإذن الله طريقه نحو تحقيق الطموحات والاهداف الكبرى التي على عاتقه. وأهمها الوقوف في وجه التيارات والشعارات التي تحاول النيل من هذا الدين العظيم بالكذب والبهتان وهي مهمة ليست هينة في وجه الهجمة العدوانية الشرسة التي تقودها قوى البغي والعدوان في اكثر من موقع في العالم غربياً وشرقياً. العالم الاسلامي ليس مطالباً بكل أسف بنشر الدين الحنيف في هذه المرحلة المعتمة. انما الدفاع عن واقعه المضطرب وتراخيه أمام قوى الظلام والإلحاد وهي حقيقة موجعة انحدرنا إليها لان المسلمين لسذاجتهم وضعوا ثقتهم في اعدائهم من الكفرة والزناديق انصار صهيون وحلفائه الاشرار. ان المرحلة الراهنة المعتمة تشهد تقهقراً في اكثر الاصعدة وانتكاساً ينذر بأسوأ العواقب اذا لم تتحرك القوى الفاعله المخلصة في العالم الاسلامي لمحاولة تدارك الموقف المتداعي.ورغم ان قادة هذه البلاد ومن خلفهم شعبهم العربي والمتمسك ان شاء الله بتعاليم الدين الحنيف حاولوا جهد طاقتهم ترميم البناء الذي يوشك أن ينهار بالتدريج فإن رقعة الساحة التي تشهد ذلك الانهيار اكبر من ان يلم بها قطر اسلامي منفرداً. فمئات المسلمين بل الالاف يعانون في بلاد الكفر من القهر والمهانة الشيء الكثير. كما ان البعض الاخر في اوطانهم وعلى ترابهم يلاقون الاضطهاد والاعتداء والتقتيل اليومي بينما العالم يتفرج على هذا المشهد الدرامي وكأنه في حضرة مسرحية كوميدية انجزها شكسبير و يؤديها شارلي شابلن. ومع أنني لست من المتشائمين في اكثر الاحيان إنما تلوح أمامي سحب سوداء لا تحمل الغيث والمطر الذي تحتاجه اوطاننا انما هي مثقلة بالبارود والديناميت والتي يسعى الغرب عن طريقها الى حصد المزيد من الضحايا والايتام ولهذا فإن العيد هذا العام ليس مثل الاعوام السابقة لانه ينذر بمواجهات عنيفة وصدامات شرسة تمتحن فيها قوة الايمان والصبر على الشدائد ولهذا فإن الترف الذي تعيشه امتنا قد ينقلب الى اوجاع ومصائب مالم نتنبه بعيون يقظة الى ما يدبره الاعداء ضدنا ويخططونه لارهابنا وأول ما ينبغي علينا عمله هو الالتحام مع اخوتنا في الدين وتحسس معاناتهم ومصائبهم في زمهرير الشتاء ومواجهة الجوع والحرب القذرة التي يشنونها ضدهم باسم الارهاب والدفاع عن الحريات والحضارة بينما أفعالهم الوحشية تدل على انهم اشرس من الحيوانات المفترسة في الغابة. لقد خدعنا بما يكفي لذا لن نستمر كما هو شأن النعامه التي تتهرب من مواجهة الواقع وسوف يكون التوفيق حليفنا بإذن الله طالما ننشد حقنا الشرعي في الحياة الكريمة والدفاع عن ديننا ومقدساتنا. للمراسلة/ ص.ب 6324 الرياض 11442