من منطلق ادراك القيادة الحكيمة لأهمية الدور الذي سيضطلع به الشباب باعتباره الثروة الحقيقية للأمة فقد هيأت لهم سبل العيش الكريم، وفتحت العديد من المدارس والمعاهد والكليات بمختلف التخصصات لتبني عقولهم وتهذب سلوكهم وتنمي قدراتهم ويتسلحوا بسلاح العلم.. فيكونوا أعضاء نافعين في مجتمعهم. ومع تزايد اعداد الشباب في السنوات الاخيرة حيث اصبحوا يشكلون اعلى الفئات العمرية في الرسوم البيانية لتصنيف أعمار المجتمع برزت الحاجة اكثر من اي وقت مضى للتوسع في افتتاح اكبر قدر ممكن من المعاهد المهنية والكليات المتخصصة لتستوعب الثروة الحقيقية كما اسلفنا القول وحفظاً وصوناً لها من الضياع الذي لا تخفى آثاره وانعكاساته على الفرد والاسرة والمجتمع والتي بدأت نذرها تلوح في الافق بعد ان اوصدت الجامعات وحتى الكليات والمعاهد المهنية ابوابها في وجوه خريجي الثانويات العامة ممن لم يحصلوا على النسب المطلوبة. وتزداد اعدادهم عاما بعد عام ويظلون حبيسي البيوت فيشكلون عبئا ماليا على اولياء امورهم وهماً يؤرقهم خوفا على فلذات اكبادهم من الانحراف حيث توافر عناصره شباب وفراغ وجدة ولا ينبئك مثل دور الاصلاح فلديها الخبر اليقين وبخاصة انهم حديثو السن لا يتحملون عبء الوظائف مع انها غير متاحة كما انهم قد يغرر بهم من قرناء السوء. لذا نناشد المسؤولين ان يتداركوا الشباب بافساح المجال امامهم لمواصلة تحصيلهم العلمي عن طريق انشاء جامعات اخرى حيث ان بعض البلاد العربية والاسلامية لديها ضعف جامعات المملكة رغم قلة الامكانيات المادية لتلك البلاد كما نأمل زيادة اعداد الكليات والمعاهد المهنية وان يكون مجال القبول فيها متاحا لعموم الطلاب الراغبين دون تقييده بالحصول على درجات معينة.