عبّر الرئيس القبرصي جلافكوس كليريديس «الخط الأخضر» إلى شمال قبرص للمرة الأولى في عدة عقود يوم الاربعاء للاحتفال بتحسن العلاقات بين شطري الجزيرة المقسمة من خلال تناول العشاء مع الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش فيما ينتظر ان يقوم دنكطاش بخطوة مماثلة. وقدم التقارب التاريخي بين الزعيمين والذي أشاد به وزير الخارجية الأمريكي كولن باول خلال زيارته لتركيا أملا في ان يتم التوصل إلى حل للمشكلة التي خيّمت على علاقات تركيا واليونان عضوي حلف شمال الأطلسي عدة عقود وتهدد الآن خطط توسيع الاتحاد الأوروبي. غير ان باول شدد على ان التوصل إلى تسوية شاملة ما زال أمرا بعيد المنال وأكدت تصريحات نائب رئيس الوزراء التركي مسعود يلماظ مدى صعوبة التوصل إلى اتفاق. وعبر كليريديس «الخط الأخضر» الذي يقسم العاصمة القبرصيةنيقوسيا في سيارة جردت من العلم وشعار الدولة الذي يغضب القبارصة الأتراك، وقوبل بابتسامات ومصافحات خارج مقر دنكطاش الذي لا يبعد أكثر من خمسة كيلومترات عن منزله في الجانب الآخر من المدينة. وتأتي مأدبة العشاء عقب اجتماع شهد تحقيق انفراج بين الخصمين القديمين يوم الثلاثاء اتفقا خلاله على بدء سلسلة محادثات جديدة لحل مشكلة تقسيم الجزيرة. ويعتزم كليريديس رد المأدبة باستضافة دنكطاش على العشاء في الجنوب وهو ما قال دنكطاش لرويترز انه ربما يتم في منتصف يناير/ كانون الثاني القادم عندما تبدأ مفاوضات مباشرة وجهاً لوجه. ولم يزر أي رئيس قبرصي يوناني شمال قبرص منذ الغزو التركي للشمال في عام 1974 ردا على انقلاب للقبارصة اليونانيين بدعم من أثينا. وقال دنكطاش لرويترز «منذ عام 1975 هذه هي المرة الأولى». ومن أعقد القضايا التي يواجهها الجانبان تخصيص ممتلكات في جانبي الخط الأخضر كان يشغلها القبارصة اليونانيون أو القبارصة الأتراك الذين أجبروا على مغادرة ديارهم. لكن دنكطاش قال إنه على الأقل هو وكليريديس تباحثا بشأن مثل هذه القضايا في الماضي باستفاضة في المحاولات الفاشلة السابقة. وقال «لا يوجد جانب في المشكلة القبرصية لم يناقش في الماضي». ويقول الاتحاد الأوروبي إنه يفضل ان تنضم إلى عضويته جزيرة موحّدة، لكنه يقول ان التوصل إلى تسوية لا يمكن ان يكون شرطا مسبقا لانضمام حكومة كليريديس المعترف بها دوليا في الجنوب. وهددت تركيا بضم شمال قبرص إذا مضى الاتحاد الأوروبي قدما في انضمام قبرص قبل التوصل لتسوية.