لقد مضى عشرون عاماً على تولي خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم بمملكتنا الحبيبة، وبنظرة فاحصة ومتأنية فاننا نلاحظ ونلمس ونشاهد ونعيش عصر الانجازات العظيمة والتطور الهائل والعطاء المستمر في شتى المجالات، تلك الانجازات التي يصعب حصرها، ففي ظل التوجهات الحالية والمستقبلية لاستراتيجية التنمية الشاملة الهادفة لتحقيق تقدم الوطن ورفاهية المواطن وفي ظل تطبيق شرع الله سبحانه وتعالى فان العطاء مستمر من لدن خادم الحرمين الشريفين رائد نهضتنا الحديثة وربان سفينتنا، ففي خلال العشرين عاما الماضية شهدت شتى المجالات والميادين انجازات قياسية تلك الانجازات التي تظل المفخرة الكبرى والهدف الاسمى لانها تمحورت حول بناء الانسان السعودي الذي يعد بحق اغلى وأثمن ثروات الوطن فعلى سبيل المثال لا الحصر شهدت مؤسسات التعليم بالمملكة طفرة كمية ونوعية خلال العشرين عاما الماضية فمن عدد محدود من الطلاب والمؤسسات التعليمية الى الالف من المدارس والمعاهد والكليات المتخصصة وثماني جامعات عملاقة يدرس فيها اكثر من 5 .4 ملايين طالب وطالبة لسد حاجات البلاد من الكوادر الوطنية المؤهلة كما انه من حق الشكر على نعم المولى سبحانه وتعالى ان يذكر لاهل الفضل فضلهم ولاهل الخير خيرهم فولاة الامر في بلادنا الكريمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين لم يبخلوا بشيء مهما كان في سبيل تطور الوطن ورفاهية المواطن فقد صرف على التعليم وحده في المملكة العربية السعودية ما يوازي موازنات دول بكاملها او ما يزيد على ذلك وذلك ادراكا من ولاة الامر بأهمية التعليم والتربية لاعداد الاجيال القادرة على المنافسة في شتى ميادين الفكر والعمل. وفي مجال التنمية الزراعية حدثت قفزات كبيرة في عهد خادم الحرمين الشريفين، تلك التنمية التي تهدف الى تحقيق التوازن بين الامن المائي والامن الغذائي وتنويع القاعدة الانتاجية لضمان استمرار القطاع الزراعي في اداء دوره كأحد القطاعات الاقتصادية الهامة في منظومة الاقتصاد الوطني حيث شهد هذا القطاع نموا متزايدا سنة بعد اخرى حتى وصلت المملكة الى الاكتفاء الذاتي من انتاج محصول القمح الاستراتيجي منذ عدة سنوات مع توفر مخزون احتياطي منه يكفي لدعم الامن الغذائي بالمملكة وكذلك وصلت نسبة الاكتفاء الذاتي من انتاج الخضراوات الى 88% ومن الفاكهة 84% ووصل انتاج التمور الى 648 الف طن كما بلغ انتاج الالبان في المملكة في عام 2000م ما يقدر ب1039 الف طن وبذلك تم تحقيق الاكتفاء الذاتي التام من الالبان كما حققت المملكة في مجال انتاج اللحوم الحمراء والدواجن اكتفاءً ذاتياً بنسبة 43%، 76% على التوالي لعام 2000م، كما ارتفعت قيمة الناتج المحلي الاجمالي للقطاع الزراعي من 2 .4 مليارات ريال فقط في عام 1969م الى اكثر من 6. 34 مليار ريال عام 2000م وبذلك اصبح الانتاج الزراعي المحلي يوفر الجزء الاكبر من الاحتياجات الغذائية للسكان في المملكة مما شكل دعماً كبيراً للاقتصاد الوطني. والجدير بالذكر ان الامر لا يقتصر على ما سلف ذكره من تطور هائل ونهضة شاملة بل ان الامر يتعدى ذلك بكثير حيث لا يتسع المجال هنا لذكرها ما هذا إلا قدر يسير من عطاء وفير شهدته وتشهده مملكتنا الحبيبة في ظل خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وسدد خطاه وادامه الله ذخرا للوطن وللمسلمين. (*)رئيس قسم البساتين والغابات/المشرف العام على محطة الأبحاث والتجارب الزراعية والبيطرية بالقصيم