استُشهد صباح أمس الجمعة مقاوم فلسطيني، وأُصيب خمسة آخرون، بينهم إصابة بحالة بالغة الخطورة، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة. وأفادت مصادر للجزيرة بأن الشهيد هو «مؤمن أبو دف» من جند أنصار السنة، وهي إحدى المجموعات السلفية في غزة، فيما أُصيب مقاوم آخر في القصف، أما الجرحى الثلاثة الباقون فهم من المزارعين الذين كانوا يعملون في أراضيهم. وازدادت حدة التوتر في غزة خلال الأسبوع الماضي في ظل تنفيذ إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية والمدفعية على أهداف مدينة وعسكرية، أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين، غالبيتهم من المدنيين، فيما ردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق صواريخ محلية على بلدات جنوب إسرائيل. وقالت رئاسة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي: إن إسرائيل ستواصل استهداف الخلايا الفلسطينية النشطة بالاغتيالات. وذكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، التي تدير قطاع غزة، أن أبو دف قُتل بضربة صاروخية لحي الزيتون في مدينة غزة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن خمسة فلسطينيين أُصيبوا في الهجوم، من بينهم واحد احتاج إلى علاج في المستشفى. وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان أن السلاح الجوي «استهدف فرقة تم تحديد عناصرها قبل لحظات من إطلاق صواريخ على إسرائيل من شمال قطاع غزة». وأضاف البيان بأن هؤلاء المسلحين «مسؤولون عن إطلاق صواريخ على إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية». وتنتهك مثل هذه الهجمات اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل. وفي إحصائية حديثة لجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة كشف تقرير أصدرته اللجنة الوطنية العليا للإسعاف والطوارئ أن عام 2011 شهد ارتفاعاً في سقوط أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين؛ ففد استُشهد 123 مواطناً فلسطينياً، ومن بين الشهداء 20 طفلاً، وسيدتان، و15 شهيداً سقطوا بسبب القصف المدفعي، حيث إن معظم الشهداء قضوا من جراء الاستخدام المفرط للقوة والأسلحة النوعية من خلال القصف الجوي على أهداف مدنية. كما أُصيب أكثر من 600 آخرين نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين، سواء عبر الغارات الجوية على الأهداف المدنية والمناطق المفتوحة أو القصف المدفعي أو بالرصاص. ونبقى في غزة؛ حيث نفت حركة حماس ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية عن إصدار تعليمات لجناحها العسكري «كتائب القسام» بوقف العمليات العسكرية ضد إسرائيل في المرحلة المقبلة. وأوضح «فوزي برهوم» الناطق باسم حركة حماس في بيان له أن «المقاومة حق مشروع للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه وأرضه». معتبراً أن مزاعم الاحتلال بأن رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل طلب من كتائب القسام وقف العمليات ضد الاحتلال تصريحات تافهة، ولا تستحق الرد عليها.