يعد سرطان عنق الرحم من المشاكل الأساسية في الصحة الإنجابية، ويأتي سرطان عنق الرحم بالمرتبة الثامنة بين سرطانات النساء وهو أكثر السرطانات النسائية خطورة بعد سرطان الثدي، وتكتشف 370.000 حالة جديدة من سرطان عنق الرحم في كل عام، 80% منها في البلدان النامية، ويتوفي كل عام بسبب سرطان عنق الرحم 200 ألف سيدة. عوامل الخطورة للإصابة السبب الأساسي والأهم للإصابة بسرطان عنق الرحم هو الفيروس الحليمي البشري HPV وهو ينتقل عن طريق الجماع، ويغزو خلايا عنق الرحم ويسبب ببطء تغيرات خلوية من الممكن أن تتطور إلى سرطان، ويقدر أنه السبب في 90-95 % من حالات سرطان عنق الرحم. كما يرتبط سرطان عنق الرحم بأمور كثيرة وهي النشاط الجنسي، والتاريخ الولادي، والسلوكيات الصحية مثل التدخين والتغذية. وتتلخص عوامل الخطورة بما يلي.. الحمل لأول مرة بسن مبكرة يزيد من نسبة الإصابة، والجماع بسن مبكرة أقل من 18 سنة، والنساء متعددات الشركاء الجنسيين هن في خطر كبير للإصابة، وسلوك الشريك الجنسي للمرأة مهم جداً، فالرجال الذين لديهم علاقات متعددة أو بدأوا حياتهم الجنسية بعمر مبكر يزيدون خطر المرأة بالإصابة، والإصابة بالالتهابات النسائية مثل الكلاميديا، والاستخدام المديد لحبوب تنظيم الأسرة، واستخدام الأدوية الهرمونية لأغراض العلاج يزيد من خطر الإصابة، والتدخين يضاعف نسبة الإصابة بين النساء المدخنات مقارنة بغيرهم، وأخيرا النساء في الطبقات الفقيرة هن أكثر عرضة للإصابة وذلك لكونهن معرضات للإصابة بكثير من عوامل الخطورة السابقة الذكر. الأعراض والعلامات للسرطان النزف بعد الجماع والنزف بعد سن انقطاع الطمث من الأعراض الشائعة التي ينبغي أن يتم التقصي عنها وذلك بإجراء تحليل المسحة. أو الألم ونقص الوزن وخروج البول أو الغائط من المهبل يدل على مرحلة متقدمة من المرض. وقد يكون سرطان عنق الرحم غير عرضي في 8-10% من السيدات. تحليل مسح عنق الرحم تكشف المسحة الخلايا غير الطبيعية والتي إذا تركت دون علاج يمكن أن تتطور إلى سرطان عنق رحم جائح، فهي ليست اختبار سرطان وإنما هي تحري موجه يفيد في تحديد النساء اللواتي يحتجن إلى إجراءات تشخيصية إضافية للتحري عن نشاط خلوي غير طبيعي أو سرطان عنق الرحم. وتعد المسحة إجراء غير مؤلم وسهل وسريع حيث تؤخذ ثم ترسل للمختبر لفحصها مجهرياً. لابد من مسحة للعنق مرة سنويا ترتكز جهود الوقاية من سرطان عنق الرحم على تقصي النساء في الفئات العالية الخطورة بإجراء اللطاخة ومعالجة حالات ما قبل السرطانية تلافيا لتطورها وتحولها لسرطانات. فمعالجة التغيرات غير الطبيعية في مراحلها المبكرة فعالة وغير مكلفة اقتصاديا إذا ما قورنت بعلاج السرطان غير المجدي في مرات كثيرة. لذا فإن إجراء مسحة مرة واحدة سنوياً بعمر 20-64 سنة يخفض معدل وقوع السرطان بمقدار 93.5%. فإجراء لطاخة عنق الرحم يحمي النساء من الإصابة بسرطان عنق الرحم ولكن ما زال هناك نقص في التوعية الصحية عن اللطاخة بين النساء لذلك لابد من العمل على الوصول إلى الجميع بأهمية وضرورة إجراء اللطاخة تلافيا لتطورات سيئة في الوضع الصحي للسيدة. د. ختام لبان - وحدة أمراض النساء والولادة